كنت في نجران بدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران، ملك قلوب نجران واستقبلني كرم النجرانيين ولطفهم. شكرا لك يا أمير نجران، شرفتنا بدعوتك وتشرفنا بالحضور لكوكبك وزدتنا شرفا باللقاء في مجلسك، ولا عجب، فأنت ابن ملك في وجهه هيبة ملك وللكرم أصبح ملكا، تحدثنا إليك وكم كان الابن شبيها بأبيه. يا خادم الحرمين.. ملك البلاد، تاقت الأرواح للقائك فكان لنا في نجران منك نصيب، التقينا ببعضك وكان كقلبك، لمسناك بقلبه، تحدثنا إليك معه، وسمعتنا به، كنا نبث الهموم بالليل ونتأمل القبول ويا لحظنا جاءت الاستجابة في الصباح أسرع من البرق وأوقع من الخطب وأطيب من الطيب قبل أن يرفع بها الأمير الشاب لملك القلوب. يا صاحب الفضلين، فضل الملك وفضل تملك القلوب، درعنا الحامي، سلاحنا الرامي، لا فض فوك ولا عن الجنان أبعدوك، أصدرت القرار، أنصفتنا ودحرت من استنقصنا، دمت لنا ملكا وأبا نباهي بك بنات الأرض جميعا، هل لديكم ملك وأب مثلنا؟. نجراااان.... لطالما راودني الحلم بالزيارة، أقول حلما لأنه لم يكن في أجندتي السفر إلى نجران، وأكاد أجزم أنه لا ولم يرد في أجندات الكثير منا حينما تطرح خيارات السفر.. شعرت بخجل وأنا أسير بين طرقها وتجاسر العتب حين كنت استمع إلى شرح المسؤولين في متحف نجران عن تاريخها وتعاظم إحساسي بالذنب حين مشيت في الأخدود الأثر المذكور في القرآن الكريم نمر عليه كلما قرأنا سورة البروج ونتسامر بقصة الأخدود دون علم بما كان، أتعلمون أن هناك أثرا يبكي ويحكي لنا القصة وينادي من يستمع ليعتبر. اتعجب منا نذهب لأقاصي الدنيا مشارقها ومغاربها نزور المتاحف في العالم ونشد الرحال لاستكشاف الغرائب والعجائب هنا وهناك عرفنا قصص الرومان وإلياذة اليونان، وأهرامات الفراعنة، أما ما لدينا فهو مغيب وعذرنا، لا يوجد اهتمام أو المكان غير مهيأ وغيره الكثير من الأعذار وإلقاء اللوم على الغير ولم نبذل جهدنا، هنا تكمن الوطنية فهل نمثل الوطنية الحقة أم أننا نرقص لها في اليوم الوطني وننساها في ترتيب أيامنا وأعمالنا وأصول التربية في أبنائنا. منى العرفج