كشفت محاضرة في جامعة الملك سعود أن معدل التسرب من الجامعات في المملكة يبلغ عشرة في المائة نتيجة لعدة عوامل نفسية، اجتماعية، وبيئية. وأبان الباحث في الشؤون النفسية والاجتماعية الدكتور أحمد الحريري، في المحاضرة التي نظمتها عمادة السنة التحضيرية في الجامعة أمس بعنوان «مشكلات التكيف والحياة الجامعية»، أن التسرب الدراسي بين المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية لا يعود في الأساس إلى صعوبة الجامعة كما يتوقع البعض، بل يعود في كثير من الأحيان إلى عوامل نفسية واجتماعية وبيئية. وأضاف الحريري، أنه من المهم جدا إيجاد برامج تعريفية حول الجامعة لطلاب الفصل الثالث ثانوي، وهذا ما يجب أن تضطلع به المدارس الثانوية الجيدة التي تحرص على سمعتها التربوية، كاشفا أن على المدارس الثانوية خاصة الأهلية أداء واجبها التربوي والتعليمي في تعويد الطلاب على الحضور والالتزام باليوم الدراسي. وأفاد الحريري، أن الطالب في المدارس الأهلية لا يحضر إلا يوما أو يومين في الأسبوع ليفاجأ في الجامعة بأهمية الحضور وقانون الحرمان، وهو الشيء الذي تؤكده عمادة السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود باتخاذ شعار الانضباط والالتزام وساما لها من اليوم الأول ومنذ استلام الطالب جدوله، وهذا ما فاجأ الكثير من الطلاب غير المتعودين على الالتزام باليوم الدراسي الكامل. كما تحدث عن أهمية الاستفادة من المرحلة الجامعية في صقل الشخصية وتنمية المهارات وإطلاق الطاقات والمواهب لدى الطالب، حيث إنها مرحلة مفصلية في حياة أي طالب جامعي يجدر به الاستفادة منه، موضحا ضرورة أن يتوافر لدى الطالب الوعي المطلوب بنظام الجامعة منذ بداية المرحلة الجامعية حتى يحقق أكبر استفادة ممكنة، ويعلم الطالب تماما أنه في مرحلة دراسية يعامل فيها كرجل ولا يعامل كطفل أو مراهق، فهو يتحمل مسؤولياته الكاملة ويتعهد بمستقبله لوحده، لذا يجب على الطالب الجامعي أن يتعلم أن يوقظ نفسه للدراسة ولا يعتمد على والديه لإيقاظه. كما تضمنت المحاضرة ضرورة أن يتعلم الطالب أداء واجباته بنفسه، ولا ينتظر تعنيف المدرس، ويتعلم أن يحضر المحاضرة من بدايتها، ولا ينتظر جرس الحصة كي يقرع، ويعرف مواعيد اختباراته ولا ينتظر المعلم الذي ينبهه باستمرار ويهدده بالرسوب.