عمدت بعض الشركات المكلفة بتنفيذ مشاريع الطرق في منطقة نجران إلى تسريع العمل والهروب من التعثر بترك كميات هائلة من مخلفات الأسفلت القديمة في مواقع العمل، الأمر الذي أدى إلى تلوث البيئة، غير أن القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للمقاولين المتعثرين يتمثل في سيناريو خدش جماليات قلعة رعوم التاريخية في المنطقة، فأصبح محيطها ملوثا بمخلفات الأسفلت. وأوضح عدد من أهالي المنطقة أن شركات تنفيذ الطرق المتعثرة لجأت إلى إنجاز المشاريع المتعثرة بطريقة عشوائية، قبل وصول اللجنة الوزراية التي ينتظرها أهالي المنطقة منذ نحو أسبوعين لحل معاناتهم مع المشاريع المتعثرة. وكشف ل «عكاظ» أمين منطقة نجران المهندس فارس مياح الشفق، أن طريق الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالقرب من قلعة رعوم يعد من الشرايين التي تحت التنفيذ من قبل إدارة الطرق والنقل في المنطقة نجران والمخلفات المنتشرة هي في الطريق بجوار قلعة رعوم نتيجة لعمل المقاول. وأبان المهندس الشفق أن الأمانة تعاني من تجاوزات المقاولين الذين يعملون لحساب إدرات حكومية أخرى، موضحا أن مقاولي الطرق ومقاول المياه والصرف الصحي لديهم الكثير من التجاوزات. وتتمنى الأمانة من هذه الإدارات بذل مزيد من الجهد والاهتمام لإلزام مقاوليهم المحافظة على البيئة وإزالة المخلفات الناتجة عن أعمال الإنشاء والترميم في أسرع فرصة. وأضاف المهندس الشفق أنه على الرغم من أن الأمانة تتولى تطبيق الأنظمة والتعليمات، فيما يخص الغرامات على هؤلاء المقاولين، إلا أن ذلك لا يكفي ما لم يكن هناك تعاون جاد في المحافظة على البيئة التي تهم الجميع. من جهته، انتقد مدير جمعية البيئة السعودية في منطقة نجران علي سالم هران، ترك المخلفات بالقرب من قلعة رعوم التاريخية، لافتا أن تلك المخلفات تشوه جماليات هذا الأثر التاريخي، ولا بد من إزالة التشوهات من محيط القلعة. «عكاظ» اتصلت على مدير عام الطرق والنقل في منطقة نجران المكلف المهندس ناصر بجاش، ولكنه لم يرد على هاتفه النقال، وفي نفس الوقت فإن أحد منسوبي إدارة النقل رفض بدورة الرد على استفسارات «عكاظ» عن موعد وصول اللجنة الوزارية للمنطقة. من جهته، أوضح نائب العلاقات العامة في وزارة الطرق والنقل أبو بكر عسيري، أن اللجنة الوزراية التي طالب بها أمير نجران ستصل إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة. ورصدت «عكاظ» أمس الاول مخلفات الأسفلت القديم تحت قلعة رعوم التاريخية والتي تعد من أشهر القلاع في المنطقة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبد العزيز أمير منطقة نجران، سبق أن وقف على المشاريع المتعثرة في المنطقة وطلب بصورة عاجلة حضور مسؤولين من وزارة النقل للوقوف على المشاريع وموافاته بتقارير عن أسباب تعثرها، وفي نفس الوقت إيجاد الحلول العاجلة للمشاريع المتعثرة وإنجاز مشاريع طريق أبا السعود، بئر عسكر، جسر الجربة، جسر طريق الملك عبدالعزيز في أبا السعود، إعادة تأهيل طريق الملك عبدالعزيز من غربي الفيصلية حتى أبا السعود، فضلا عن الشوارع الداخلية في أحياء الفيصلية، الفهد وأبا السعود. يشار إلى أن «عكاظ» تابعت المشاريع في المنطقة بعد تصريح أمير المنطقة في عددها 26/10/1432ه تحت عنوان «قبل وصول اللجنة الوزارية.. مقاولو مشاريع الطرق في نجران يتسابقون لإخفاء الحقائق».