سادت أجواء حوارية صريحة وشفافة في اللقاء الموسع الذي جمع رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد بن عبد الله الشريف أمس، مع قيادات مجلس الغرف والغرف التجارية وأصحاب الأعمال السعوديين والذي دعا إليه المجلس في إطار مساعيه للتواصل مع المسؤولين في مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية، وذلك للاطلاع على توجهات الهيئة وبرامجها وبحث مشاركة القطاع الخاص في جهودها نحو تعميق الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد في مختلف القطاعات. واستهل اللقاء الذي حضره نحو 100 من رجال الأعمال والمسؤولين في الغرف التجارية، رئيس مجلس الغرف السعودية المهندس عبد الله بن سعيد المبطي بكلمة أكد فيها على أهمية الدور المناط بالهيئة في مكافحة الفساد ومحاربة مختلف أشكاله لتأثيره البالغ على الاقتصاد الوطني وعلى سمعة قطاع الأعمال، مشددا على ضرورة إشراك القطاع الخاص في جهود مكافحة هذه الظاهرة. وثمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء الهيئة واستعدادهم في مجلس الغرف والغرف التجارية على تقديم كل ما هو مطلوب لإنجاح عمل الهيئة وتحقيق توجهات القيادة من إنشائها. من جانبه، استعرض الأمين العام لمجلس الغرف السعودية الدكتور فهد بن صالح السلطان عددا من القضايا التي تمثل بعض رؤى القطاع الخاص وتطلعاته حيال أعمال الهيئة كان من أبرزها ضرورة قيام الهيئة بتوضيح استراتيجية ومحاور وآليات عمله لرجال الأعمال والتعريف بالدور المطلوب من القطاع الخاص، وأهمية اضطلاعها بدور واضح في مسألة عقود المشاريع الحكومية، إضافة إلى تطلعات رجال الأعمال من الهيئة في مجال تحقيق الشفافية والنزاهة في بيئة الأعمال وخاصة في التواصل مع المصالح الحكومية. كما استعرض أوجه الشراكة الممكنة بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ومجلس الغرف والغرف السعودية في مجال مكافحة الفساد والتي من بينها التعاون في مجال برامج التوعية لقطاع الأعمال بخطورة الفساد وتأثيراته السلبية على الاقتصاد الوطني، وفي مراجعة النظم واللوائح المتعلقة بعمل القطاع الخاص التي لا تتضمن إجراءات محددة وواضحة، ما يفسح المجال لممارسات الفساد، إضافة لوضع آليات تحمي الأفراد والمنشآت التي تقوم بالإبلاغ عن الممارسات الفاسدة إلي جانب الاتفاق على آليات لحماية مجتمع الأعمال الوطني من الممارسات الفاسدة في المعاملات التجارية الدولية والتي تضر بمصالح القطاع الخاص وبالاقتصاد السعودي. وتحدث رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد بن عبد الله الشريف عن أهمية شراكة مجلس الغرف والغرف التجارية للهيئة في جهودها وإنجاح برامجها، خصوصا تلك الموجهة إلى لقطاع الأعمال، كما نصت استراتيجية الهيئة، مشيرا إلى أن هدف اللقاء يندرج في سياق توجه الهيئة لإشراك كل الجهات وخصوصا قطاع الأعمال في جهود مكافحة الفساد. واستعرض دور الهيئة وأهدافها واختصاصاتها المتمثلة في حماية النزاهة، تعزيز مبدأ الشفافية، مكافحة الفساد المالي والإداري بشتى صوره ومظاهره وأساليبه، متابعة تنفيذ الأوامر والتعليمات المتعلقة بالشأن العام ومصالح المواطنين بما يضمن الالتزام بها، والتحري عن أوجه الفساد المالي والإداري في عقود الأشغال العامة وعقود التشغيل والصيانة وغيرها من العقود إضافة لنشر وتعميق الوعي بمفهوم الفساد وتشجيع البحوث المتعلقة به وتنسيق جهود القطاعين العام والخاص لمكافحة هذه الظاهرة. وركزت نقاشات ومقترحات مجلس الغرف ورجال الأعمال على ضرورة أن تهتم هيئة مكافحة الفساد بمعالجة ظواهر الفساد وجذوره الخافية التي قد لا تصنف وفقا للنظام على أنها ممارسات فساد ولكنها تقود إليه وتفسح المجال أمام ممارساته المختلفة لتتم معالجة المشكلة من جذورها.