تمثل الدورة الشهرية الأولى حدثا محوريا فى حياة كل فتاة، فهي إشارة إلى اكتمال مقومات الأنوثة وإيذان بدخولها مرحلة البلوغ والإخصاب. تصل معظم الفتيات سن البلوغ ما بين الثامنة والسادسة عشرة، ويختلف الأمر حسب نمو الجسم الذي يتغير في هذه المرحلة من الرأس حتى أخمص القدمين استجابة لارتفاع مستويات الهرمونات فيه وأهمها ما يعرف بهرمون الاستروجين، وتلعب العوامل الجينية والوراثية دورا مهما في تحديد ذلك. تكون الدورة الأولى عادة خفيفة، على شكل بضع بقع من الدم الأحمر أو البني اللون وقد تسبقها زيادة في الإفرازات المهبلية. قد تكون الدورة الشهرية غير منتظمة في أول سنة أو سنتين، لكنها تنتظم مع الوقت وتكيف الجسم مع التغييرات الحاصلة فيه لتحدث كل ثمانية وعشرين يوما تقريبا. ولكن من المهم أن نعرف أن الدورة قد لا تكون ثابتة في الموعد نفسه شهريا، وأن حدوث دورة شهرية ما بين واحد وعشرين إلى خمسة وأربعين يوما يعتبر أمرا طبيعيا في السنوات الأولى. وتستمر الدورة بشكل عام لخمسة أيام عند معظم الفتيات، ولكن من الطبيعي أن تراوح المدة ما بين يومين حتى سبعة أيام، ومن الطبيعي أيضا أن يكون تدفق الدم قويا في اليومين الأولين. وتختلف تجربة الدورة الأولى من فتاة إلى أخرى وفقا لمعرفتها بالتغيرات التي تحدث في جسمها، فمرحلة البلوغ مرحلة محرجة ومربكة لمعظم المراهقات، يتبدل فيها شعور الفتاة تجاه نفسها وتجاه العالم من حولها، وتحتاج فيها لمن يشرح لها تفاصيل التغيرات الجسدية والنفسية التي تواجهها. لكن المشكلة أن بعض الأمهات قد يخجلن من مصارحة بناتهن بالتغيرات التي تحدث في مرحلة البلوغ، ولا يهيئنهن لاستقبال الحيض الأول الذي قد يصيبهن بالخوف والهلع. ونصيحتي لكل أم أن تكون هي المرجع لابنتها في هذه المرحلة، حتى لا تضطرها إلى اللجوء لمصادر أخرى كالصديقات أو مواقع الإنترنت التي قد لا تعطيها المعلومات الصحيحة عن الدورة الأولى. * استشاري أمراض النساء ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية. [email protected]