قصة صلح الحديبية وردت في حديث طويل، ذكر فيه أنه لما تم الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم ومشركي قريش قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا أيها الناس انحروا واحلقوا»، قال: فما قام أحد، قال: ثم عاد بمثلها، فما قام رجل حتى عاد بمثلها، فما قام رجل، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أم سلمة فقال: «يا أم سلمة ! ما شأن الناس؟ قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلمن منهم إنسانا، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره، واحلق فلو قد فعلت ذلك، فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون». فكان رأي أم سلمة رضي الله عنها رأيا موفقا ومشورة مباركة، وفي ذلك دليل على استحسان مشاورة المرأة الفاضلة مادامت ذات فكر صائب ورأي سديد، كما أنه لا فرق في الإسلام بين أن تأتي المشورة من رجل أو امرأة، طالما أنها مشورة صائبة، فالشورى سلوك ينظم الحياة والأسرة في كل شؤونها، قال الله تعالى: {والذين استجابوا لربهِم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون} (الشورى:38).. فقرار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في إشراك المرأة في مجلس الشورى قرار صائب وموفق وإحياء لسنة نبوية سنها النبي صلى الله عليه وسلم. فهنيئا للمرأة السعودية هذه المكانة العظيمة التي خصها بها خادم الحرمين الشريفين ومزيدا من التقدم لوطننا الغالي في ظل هذه القيادة الحكيمة الرشيدة. محمد حمدي السناني المدينة المنورة