تقول الرواية إن امرأتين احتكمتا للنبي سليمان الحكيم في ولد وكل منهما تدعي أنها أمه، فأمر سليمان بشطر الولد إلى نصفين وإعطاء نصف لكل منهما، فما أن نطق بهذا الحكم حتى صرخت إحداهما راجية إياه أن يعطي الولد للأخرى ومعلنة تنازلها عنه، فعرف سليمان أنها هي الأم الحقيقية وحكم لها بالولد، لأن حرص الأم الحقيقية على حياة الولد هو الذي جعلها تضحي بنسبته إليها، بينما الأخرى الدعية التي غرور الأنا لديها هو ما كان وراء إرادتها أن تستحوذ على الولد لم تبالِ بقتله وتمزيقه في سبيل إرضاء غرور أناها. رواية تحضر في الأذهان بقوة ونحن نرى على الشاشات الأخبار المفجعة للشعوب العربية التي تريد تغيير النظام فلا يتورع من يدعي شرعية الزعامة عليها في قصف وتقتيل شعبه وتخريب بلده بأبشع الصور، وإن لم يكن هناك من سبب يفقد زعماء تلك الأنظمة شرعيتهم سوى تلك الأفعال لكفى بها، فلو كانوا فعلا حريصين على شعوبهم لكانوا ضحوا تضحية الأم الحقيقية في قصة سليمان حرصا على دماء ومصلحة وكرامة شعوبهم، لكن المعضلة أن المسألة هي مجرد رغبة في أن ينتصر غرور الأنا لأصحاب السلطة ولا يهم إن كان كل ما بقي ليترأسوا عليه هو شق جسد ممزق، المهم أن يبقوا في مكانة السيادة عليه، لكن حتى لجهة غرور الأنا الخاص بهم.. ألا يفكر هؤلاء بصورتهم أمام شعبهم والعرب والعالم والتاريخ؟ ألا يستحضرون أن الله يرى ما يقترفونه من تخريب وسفك حرام للدماء؟! ألا يفكرون في موقفهم أمام الله الذي سيحاسبهم حسابا عسيرا عن تلك الدماء التي سفكوها والبلاد التي خربوها فقط لكي يبقوا متحكمين فيها؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة