أعاد مسرح عكاظ في افتتاح دورته الخامسة أمس، حكيم شعراء الجاهلية زهير بن أبي سلمى إلى العصر الحالي، ليكتب على خشبة المسرح السعودي، وثيقة سلام تجسد حجم الصراعات في المنطقة وتعقيداتها المتشابهة مع أحداث من زمان الشاعر. وشهدت المسرحية تفاعلا لافتا من الجمهور بابتعادها عن السرد التاريخي لحياة الشخصية وإسقاطها حكمة الشاعر ومواقفه على أحداث راهنة وذلك بأسلوب درامي جريء تناغم فيه النص مع الإخراج وأداء الممثلين، ما دفع بأمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل إلى الوقوف وتحية طاقم العمل تقديرا لما قدموه على خشبة المسرح. وبدأت المسرحية من الزمن الذي توقفت فيه حرب «داحس والغبراء»، انطلاقا من جثث قتلى المعركة من «عبس وذبيان» قبل أن تدخل هذه الجثث في استعراض لنزاعات تلك الحرب وما آلت إليه من خسائر بشرية وفرقة وفتنة بين أبناء العمومة وذلك بحسب ما جاء في سياق مشاهد العمل، حيث برزت الشخصية الثانية التي ابتكرها مؤلف المسرحية الدكتور شادي عاشور لزهير بن أبي سلمى من خلال مقاربات النص المتقاطعة مع الأحداث الراهنة والتي أجاد في توظيفها بصريا مخرج المسرحية رجاء العتيبي من خلال فرجة بصرية امتلأت بالدهشة والتكوينات والعلامات المستمرة وأبدى منتج المسرحية عمرو القحطاني سعادته لتفاعل الحضور مع العمل وإعجابهم بما شاهدوه من خلال ردود الفعل التي لمسها أثناء العرض وبعده، مشيرا إلى أن فريق عمل المسرحية حرص على تقديم زهير بن أبي سلمى كشاعر ساهم في خلق السلام في عصره حيث ركزنا في استحضارنا للماضي على عنصر السلام وقوة الصف الواحد كمطلب رئيس، معتمدين على صورة بصرية عميقة تشكلت من نص إبداعي زاوج بين شخصية الشاعر الحقيقية وشخصيته المبتكرة من قبل المؤلف حيث تكاملت العناصر الفنية وظهرت بصورة تتوازى مع قيمة سوق عكاظ وحجم تطلعات القائمين عليه. يذكر أن المسرحية من تأليف الدكتور شادي عاشور، وإخراج رجاء العتيبي، وبطولة عبد الله عسيري، يعقوب الفرحان، وتمثيل شجاع نشاط، عبد الله فهاد، فيصل الحلو، محمد الشدوخي، خالد الصقر، وتنفيذ السينوقرافيا سعود العبد اللطيف، وتصميم الديكور محمد عسيري، وإشراف عام عمرو جابر القحطاني.