يهدد الاحتطاب الجائر بتصحر المتنزهات والغابات في منطقة الباحة، بعد قطع العديد من الأشجار الخضراء ذات الظلال الوارفة رغبة في الحصول على مبالغ مالية مرتفعة، ما أضر ببيئة المنطقة كثيرا وأدى لهجرة الطيور والحيوانات البرية من المنطقة. رغم المنع الكلي للاحتطاب الجائر، يصر العديد من التجار على تجاوز المنع، ما يؤكد ضرورة تفعيل قرار منع قص الأشجار والمتاجرة بها ومتابعة المخالفين والقبض عليهم قبل القضاء على الغطاء الشجري في المنطقة. يقول سعد بن سعيد الغامدي «تكثر في هذه الأيام أعمال الاحتطاب وقطع الأشجار بشكل ملاحظ لقرب موسم الشتاء، وأصبحنا نشاهد الكثير من الأودية التي كانت تتميز بكثافة أشجارها أصبحت خاوية بعد تكرار الاعتداء على الأشجار من قبل تجار الحطب، ما يضر البيئة بصورة سلبية ويشوه الجمال الطبيعي للمنطقة التي تتميز بطبيعتها الجميلة، مطالبا الجهات المعنية في وزارة الزراعة بالتجول في كافة الأودية والمناطق التي تتعرض للاحتطاب للقبض على المحتطبين والحد من عملياتهم التي أضرت ببيئة المنطقة كثيرا، وإيقاع أقسى العقوبات بحقهم. وأشار عبدالله العجمة إلى تميز أودية ومتنزهات المنطقة بالأشجار الكثيفة ذات الظلال الوارفة ولكن في الآونة الأخيرة لاحظ سكان المنطقة قلة الأشجار في الأودية وانعدام الغطاء النباتي فيها، ما يؤكد استمرار وانتشار عمليات الاحتطاب الجائر من قبل المخالفين في مختلف الأودية ما أفقدها الكثير من جمالها الطبيعي. وقال «يجب على المواطنين التعاون لمنع الاحتطاب الجائر الذي تشهده الأودية والغابات بكثرة في هذه الأيام، من خلال إبلاغ الدوريات الأمنية عن المحتطبين المخالفين لإلقاء القبض عليهم قبل تدمير بيئة المنطقة الجميلة». سعد بن علي بن كروش يقول: «قطع الأشجار للاحتطاب يقتل البيئة ويؤثر سلبيا عليها، فمنظر الأشجار وقد تعرضت للقطع يبعث الحزن في النفس على جمال الطبيعة التي تتعرض لعبث كبير من قبل المحتطبين الذين لا يفرقون بين الأشجار الميتة والأخرى المخضرة. وأضاف «أصبحنا نلاحظ في الآونة الأخيرة الكثير من السيارات المحملة بجذوع الأشجار الخضراء التي يعمد المحتطبون إلى المحافظة عليها حتى تجف ثم يبيعونها بأسعار مرتفعة، ومن أجل الحصول على المال تم تشويه طبيعة المنطقة كثيرا، ولو أن الاحتطاب يقتصر على الأشجار الجافة لما اعترض أحد ولكن الاحتطاب بالشكل الحالي لا يرضي أحدا نهائيا». واعتبر أحمد بن مزهر عمليات الاحتطاب الجائر مسيئة لمحبي التنزه في الغابات والمتنزهات البرية، التي أصبحت تضم مساحات كبيرة خالية من الأشجار بسبب المتاجرة بها من قبل تجار الحطب الذين لا تهمهم البيئة كثيرا مقارنة بأهمية الحصول على مكاسب مالية، مطالبا بالقبض على المحتطبين بشكل جائر وتغريمهم ماديا لمنعهم من التربح على حساب طبيعة وبيئة المنطقة. وأكد وكيل إمارة الباحة الدكتور حامد بن مالح الشمري أن تشويه جمال الطبيعة والإساءة للمتنزهات والأودية بقطع الأشجار الخضراء غير مقبول نهائيا ولا نرضاه، حيث يجب الحفاظ على المساحات الخضراء والمتنزهات البرية. وأضاف نحن من جانبنا نوجه الجهات ذات العلاقة بمتابعة هذا الأمر ولن نرضى بأي تهاون في هذا الخصوص وسيتابع هذا الأمر. وأوضح مصدر مسؤول في فرع وزارة الزراعه في منطقة الباحة أن التعليمات المتعلقة بهذا الخصوص واضحة، فالمحتطبون بشكل جائر تتابعهم دوريات الأمن والمرور وتقبض عليهم وتطبق بحقهم الأنظمة المنصوص عليها.