لاتحظى محافظة الكامل في منطقة مكةالمكرمة بالامتيازات والخدمات المتوافرة بنظيراتها من المحافظات، والتي تشهد تطورا وتميزا ملحوظا في مختلف المجالات، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ المشاريع الحضارية، فيما تعاني الكامل من نقص في الخدمات الأساسية وغياب معظم فروع الدوائر الحكومية عن التواجد في المحافظة. ويمثل الطريق الرئيس في المحافظة الهم الأكبر للأهالي الذين فقدوا الكثير من أحبابهم وأسرهم ما بين منعطفات هذا الطريق الخطر، وغير المغطى من قبل دوريات المرور، ما يجعل المصابين في الحوادث يلقون حتفهم قبل وصول الدوريات وسيارات الإسعاف إليهم. بحسب صالح السلمي، خالد القرشي، وعبدالله السلمي (من سكان المحافظة) لاتقتصر طلباتنا على تحسين الطريق بل تتعدى ذلك إلى ضرورة توفير الخدمات والمشاريع التنموية التي تخدم الأهالي وفي مقدمتها مشاريع المياه، خاصة أن السقيا المخصصة للقرية لاتصل إلا كل أربعة شهور ما يجعلنا في حاجة دائمة لجلب المياه عن طريق الصهاريج. وأضافوا، تعاني القرية من نقص عام في بعض الإدارات الحكومية فلا يوجد إدارات أو فروع للمرور أو الأحوال المدنية أو الجوازات، مطالبين بتنفيذ المشاريع التنموية للمحافظة والعمل على تخليصها من العشوائية التي تطغى على كافة الأحياء، وترقية المحافظة من فئة (ب) إلى (أ) نظرا لاتساع مساحة المحافظة. وانتقد علي السلمي، عبدالرحيم السلمي، وعبدالله القرشي، انعدام المشاريع البلدية والصحية في المحافظة التي أصبحت بحاجة ماسة إلى تنفيذ مشاريع للسفلتة والإنارة والتنظيم للعشوائية التي بدت على معظم الأحياء، مشيرين إلى أن مستشفى المحافظة لايقدم خدمات ترقى لطموحات المرضى خاصة أنه يحول أي مريض إلى مستشفيات مكةالمكرمةوجدة، ما يجعله يؤدي دور المستوصفات الموجودة سابقا، مطالبين مديرية الشؤون الصحية بالعمل على دعم المستشفى بالإمكانيات والأجهزة اللازمة وافتتاح عيادات للتخصصات غير الموجودة فيه. محمد السلمي يقول «تظهر معاناة الأهالي خلال استلام الرواتب أو مخصصات الضمان الاجتماعي، حيث يتزاحم الجميع أمام جهاز صراف آلي تنفذ منه الأموال قبل أن يحصل الموظفون على رواتبهم، كما أنه دائم الأعطال». وأضاف يجب على البنوك المحلية زيادة أعداد الصرافات الموجودة في المحافظة مع ما يتناسب مع عدد المواطنين. وأشار إلى أن معظم الأهالي محرومون من الحصول على خدمات صندوق التنمية العقاري لعدم وجود فرع له في المحافظة. وطالب علي السلمي الجهات المعنية بتنفيذ مشاريع السدود ودرء أخطار السيول، خصوصا في الأودية الكبيرة التي تزداد خطورتها لاسيما خلال هطول الأمطار. واقترح إنشاء مصنع للتمور في المحافظة كونها تضم خمسة ملايين نخلة تشتهر بإنتاج تمور اللبان. يقول خالد السلمي تتركز التجمعات السكانية في وسط وجنوب غرب محافظة الكامل، وعلى مساري واديي ساية ووبح الذي يقسم المحافظة إلى نصفين تقريبا. وأضاف يصب الواديين في البحر الأحمر مرورا بمحافظة خليص، ويأمل الأهالي أن يكون لهم نصيب من مياه مردود السد ليخفف معاناتهم خلال أوقات الجفاف الشديدة التي تصيب المحافظة. من جانبه، أوضح محافظ الكامل ناصر السبيعي أن المحافظة تحظى باهتمام من أمير منطقة مكةالمكرمة الذي يتابع تنفيذ المشاريع ويسأل عنها أولا بأول، مشيرا إلى تنفيذ عدد من المشاريع التعليمية والبلدية والصحية في المحافظة تجاوزت تكلفتها 300 مليون ريال. وأضاف، دشن أمير المنطقة خلال زيارته للمحافظة أخيرا عددا من المشاريع وتتضمن سفلتة وإنارة الطرقات، ودرء أخطار السيول، وتسوير المقابر بتكلفة 13 مليون ريال، إنشاء فرع للجامعة، وتطوير الطاقة الكهربائية من خلال إحداث خط هوائي مزدوج الدائرة من محطة خليص إلى المحافظة بقيمة إجمالية تقدر ب 113 مليونا، كما تم افتتاح طريقي حرة الشرع ستارة وخليص الحنو، وعدد من المدارس، ومراكز صحية بتكلفة 54 مليونا، مشيرا إلى تدشين خمسة خزانات مياه في مراكز القعور، الحنو، حرة الشرع، العياب، والمزارع بطاقة إجمالية تقدر 500 متر مكعب من المياه الصالحة للشرب بتكلفة ستة ملايين ريال، إضافة إلى سبعة مشاريع بلدية لتحسين مدخل المحافظة بتكلفة 18 مليون ريال، وافتتاح سد وادي العياب بارتفاع 23 مترا، وعرض 107 أمتار بتكلفة 15 مليون ريال. وقال محافظ الكامل «وضع أمير منطقة مكةالمكرمة حجر الأساس لعدد من المشاريع تشمل أربعة مبان لفرع الجامعة، ثلاثة منها للطالبات، وواحد للطلاب، مكونة من ثلاثة أدوار تزيد مساحتها على 2800 متر مربع بتكلفة تزيد على 70 مليون ريال، وعشرة مشاريع بلدية تتمثل في إنشاء حديقة بمساحة 20 ألف متر مربع ومركز خدمات بلدية في مركز الغريف ومركز العياب ومشاريع سفلتة الطرق ودرء السيول بتكلفة 16 مليون ريال، وإنشاء سد وادي وبح بطول 98 مترا بتكلفة تزيد على 18 مليون ريال».