تميز التلفزيون السعودي عبر قناته الأولى في أيام العيد بأمسيات فنية (جلسات) بعنوان (ليل السهارى) لعدد من نجوم الأغنية السعودية، إضافة إلى الأصوات الشابة التي يعول عليها رسم ملامح للمستقبل القادم، فكانت هذه الأمسيات مضيئة في ليالي العيد وأضفت على المشاهد تفاعلا معها وترقب لجديدها، وخصوصا أنها ضمت العديد من الأسماء اللامعة وأعادت بعض الأسماء التي غابت لسنوات عن المشاهد، فكانت هذه الجلسات فرصة لإثبات حضورها وتأكيدا على أن لديها ماتقدمه للمستمع وأن فترة الغياب ربما تكون استراحة مؤقتة ومن ثم مواصلة العطاء. فريق عمل الجلسات التي أعدت من قبل خالد أبومنذر وتنسيق ومتابعة الإعلامي صلاح مخارش وتقديم سلامة الزيد وإخراج فيصل يماني، حرصوا على أن تكون المشاركة التي ضمت نجوما له تجربتهم في مقدمتهم طاهر حسين وعبدالرب إدريس وعبادي الجوهر وعلي عبدالكريم ومحمد عمر وطلال سلامة وخالد عبدالرحمن، إضافة لأسماء شابة منهم بندر سعد وحسن خيرات ووليد محمد وانس. وإذا تأملنا بعض هذه الجلسات بعمق أكثر نجدها أنها راعت التوازن بين الجيلين، لتكون أكثر تفردا وتميزا عن الجلسات الأخرى، وبالرغم من أن الأعمال الغنائية المقدمة تعاملت مع الوقت المحدد، يبدو أن هناك اختصارات في المونتاج في عدد الأغنيات المقدمة من قبل الفنانين، والتي تم اختصارها، فالفنان طاهر حسين الذي قدم عملين في الأمسية لم تظهر له إلا أغنية واحدة، لذا فإن وقت الحلقات والمحددة بساعة ونصف أسمهت في تقليص عدد الأغنيات، ويتضح ذلك في أكثر من فنان شارك في هذه الأمسيات أو الجلسات الغنائية، كم أن هذه الجلسات كان له دور في أن تكون تواجدا لعدد من الفنانين الذين أثروا الساحة الفنية لسنوات إلا أنهم اختفوا دون مقدمات، ومنهم الفنان علي عبدالكريم الذين كان حضوره جميلا بأداء متميز، مما يؤكد أن علي عبدالكريم كان يغني بصوته الجميل المتماسك وخبرته المكتسبة، وعبادي الجوهر المشارك الفاعل في هذه الجلسات أكد من خلالها أن أعماله نابضة في وجدان المتلقي، وقادر على العطاء بزخم أعماله الناضجة الجديدة أو مالديه من أعمال لا تتجاوزها الذاكرة، فيما جاءت مشاركة الفنان محمد عمر، الذي غنى عملين باختيارات موفقة وأداء جيد حين غني (نوى المرواح) و(منصور). أما الفنان خالد عبدالرحمن الذي يتمتع بجماهيرية كبرى فإنه أضفى على هذا الجلسات روحا شبابية جميلة، فيما غنى الفنان طلال سلامة بعذوبة صوته بصورة تنم عن معرفة وإدراك بأهمية ما يريده الجمهور منه، لذا كان حضوره في فترة العيد فاعلا في أكثر من مناسبة. المشاركات الشبابية كانت ذات مذاق جميل ومنافسة كبيرة، ولعل من أبرزها الأغنية التي قدمها الفنان حسن خيرات (حزينة كلها الليلة أمر دايم) تلك الأغنية ذات اللهجة الجيزانية، والتي تميزت بنصها الشعري الدافق، ولحنها الذي أبدع فيه خيرات، كما جاءت مشاركة الفنان وليد محمد لتؤكد حضوره كنجم قادم للساحة الفنية ويمتلك المقومات التي تؤهله للمرحلة، حين غنى عملا لفنان العرب محمد عبده وآخر للفنان راشد الماجد، كما جاءت مشاركة الفنان نايف البدر فاعلة ومكملة لمسيرته الفنية التي بدأت منذ سنوات. الجلسات الفنية التي قدمها التليفزيون السعودي كانت بمستوى جيد، تحتاج فقط مزيدا من الوقت لإثرائها بحوارات جديدة ووصلات غنائية أكثر.