بعد قضائهما أواخر رمضان وقبل مغادرتهما إلى القاهرة أقامت «عكاظ» أمسية احتفاء بالنجمين سامح الصريطي ومحمد الصاوي تصادفت مع أمسيات عيد الفطر، التي هي بطبيعة الحال في جدة «غير» شأنها شأن كل ما له علاقة بأم الرخا والشدة .. جدة. الأمسية جمعت إلى جانب سامح الصريطي المشارك في نجومية مسلسل «الدالي 3» مع نور الشريف طوال رمضان الماضي، ونجم الكوميديا محمد الصاوي، كلا من المخرج التلفزيوني خالد فريد، الزميل عوض الشهري من الإعلام الداخلي في وزارة الثقافة والإعلام، رجل الأعمال عبدالرحمن باريان، المذيعة ومصممة الأزياء منال خياط، عصام المطري، الكاتب والأديب عبده خال، صالح إمام، ومحمود نجار. كانت محاور الأمسية متعددة ربما كان أولها الحديث عن زيارة النجمين إلى المملكة حيث قال النجم سامح الصريطي، الذي حصد نجومية كبيرة الموسم الماضي في بطولته لمسلسل «مطلوب رجال» مع نادين نجيم: «كان ذلك في موسم المشاهدة قبل الماضي أما في رمضان الماضي الذي انتهينا منه قبل أيام فعرض لي الجزء الثالث الذي انتهينا منه منذ أكثر من عام ليعرض في رمضان قبل الماضي إلا أنه لم يعرض لشأن إنتاجي وعرض هذا العام، أما عني هذا العام فلم أصور أي عمل من قبل أحداث التغيير في مصر». • ولكن ألا ترى أن في ذلك مفارقة ألا تصور عملا واحدا بينما كنت أمام المشاهد في رمضان قبل الماضي في ستة مسلسلات في وقت واحد؟. لا .. طبيعة العمل في عالم الفن لها أحوال وظروف خاصة يدخل فيها حماس المنتجين، وتتدخل فيها متغيرات الأحداث؛ لأن أعمالنا في الأصل مبنية على الحالات السياسية، الاجتماعية والثقافية في المجتمعات. يتدخل المخرج خالد فريد (أحد نجوم الإخراج في شبكة a .r .t) قائلا: من الطبيعي أن للعمل الفني مواسمه ولكن متى تزدهر مواسم العطاء التلفزيوني طوال العام وليس في مواسم المشاهدة الرمضانية؟ ويقول نجم الكوميديا محمد الصاوي: المشكلة كما تعلم مشكلة دورة اقتصاد يقف عليها رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال الذين يهمهم التواجد في مواسم المشاهدة، وحصل أن اعتمد موسم رمضان موسما للمشاهدة باتفاق ضمني بين هؤلاء التجار والمنتجين، اتفاق غير مستند إلى أو على قواعد، ليس سوى أن رمضان موسم مشاهدة، بالنسبة لي كممثل يهمني أن يكون طوال العام مواعيد للمشاهدة وليس موسما معينا هو رمضان أو غيره؛ لأننا في الحالة الأولى نكون مرتاحين ونعمل طوال العام دون تشنج ومتابعة وتسارع، أما كل هذا نشهده دوما لأن الموسم الرمضاني للمشاهدة شهر واحد ويستوجب التصوير والسرعة والتكثيف في العمل الذي يبدأ في الغالب قبل موسم المشاهدة بخمسة أشهر في الغالب. ويقول عبدالرحمن باريان: أنا بحكم صداقتي مع محمد الصاوي كثيرا ما عايشته في مراحل التصوير في القاهرة في الاستوديوهات واللوكيشنات الخارجية وعشت معه حالات القلق الكبيرة وقت التصوير، أستطيع القول إن الذي يقع على كاهل الممثل في الفترة العصيبة قبل مواسم المشاهدة الرمضانية ضغط كبير من الناحيتين العملية والعصبية لذا لا أستطيع القول إلا أن يساعدهم الله في تلك الأعمال التي تصنف بالشاقة في معظم الحالات. ويقول محمود نجار موجها سؤاله إلى سامح الصريطي: ماهي معايير النجومية لديكم في ساحة الفن في مصر وتحديدا في مجال التمثيل، حيث أجاب سامح: للنجومية مقاييس عديدة تختلف من مكان لآخر، وفي مصر تتعدد وتختلف المقاييس فنجومية الأداء المقنع غير نجومية الشباك ونجوميات أخرى عديدة. وتقول مصممة الأزياء منال خياط: أعتقد أن شهر رمضان هذا العام شهد حضورا مميزا للدراما رغم الاضطرابات الحاصلة، مؤكدة أن المسلسلات الأكثر تميزا هذا العام كانت «طاش ما طاش» و«سكتم بكتم» إضافة لمسلسل عابد كرمان، الزعيم، الغفران، الولادة من الخاصرة، جلسات نسائية، الريان، آدم. وأبدت منال إعجابا خاصا بالمسلسلين الخليجيين فرصة ثانية، وبنات الثانوية. وعندما دار الحوار عن العيد تأسفت منال على اختفاء العديد من عادات عيد زمان بسبب طغيان التقنية ووسائل الاتصالات، معتبرة أن العيد هو الفرصة الوحيدة طيلة العام للقاء الأهل والأقارب والأحباب، لكن بعض العوائل تستغل إجازة العيد للسفر خارج المملكة وهو ما يقلل من فرصة التلاقي. وقالت منال «كنا في العيد نتذكر لمة الأهل، نتذكر الوفاء والتواصل والوئام وإن وجدت هذه الايام فإنها بدأت تتلاشى وتقل ولم يعد العيد له الطعم نفسه». وامتدحت خياط الجلسات التي تشهدها مدينة جدة وتجمع نجوم الفن والإعلام وتعتبر فرصة ذهبية لا تعوض يتبادل فيها الجميع أحاديث مختلفة ومفيدة ولا تخلو من رائحة الذكريات الجميلة. ويقول سامح الصريطي «أشعر بالدفء والراحة وأنا في المملكة العربية السعودية التي اعتبرها بلدي الثاني بين أهلي وخلاني وأصدقائي من الوسط المثقف». ويضيف «جلسات جدة غير التي تجمع نجوم الفن والإعلام والمجتمع لها طابع مميز فهي تحفل بوجود نخبة جميلة نأنس بأحاديثهم التي تراوح بين الثقافة والفن والمجتمع». وأبدى الصريطي إعجابه بالتوسعة العملاقة التي شهدها الحرم المكي الشريف قائلا «حكومة خادم الحرمين الشريفين لها أياد بيضاء لا ينكرها سوى جاحد على عمارة وتوسعة المسجد الحرام ومع ذلك فإن أعداد المعتمرين والزوار في زيادة مطردة». وعندما جنح الحديث عن العيد كان الصريطي أقل تشاؤما من منال خياط، حيث يرى أن العيد ما زال محتفظا برونقه وإن كان هذا الرونق قد قل، مشيرا إلى أن قضاء العيد في جدة وقرب المسجد الحرام له طعم خاص وهو ممتع للغاية، ولم يخف الصريطي اشتياقه لقضاء العيد في مصر بين الأهل والأحباب والأسرة. ورأى الفنان سامح الصريطي أن الدراما الرمضانية هذا العام كانت متقاربة، مشددا على أن الدراما المصرية مازالت محتفظة بوهجها وقدمت أعمالا في غاية الأهمية، وأكد على أن مشاركة الفنانين العرب تعتبر إضافة للدراما المصرية وفائدة مشتركة بين الطرفين. ويتداخل الفنان محمد الصاوي، الذي يرى تفوق الدراما المصرية، ولذلك لجأ كثير من الفنانين العرب للعمل فيها، معتبرا أن المدارس الدرامية الأخرى لم تتفوق على المصرية ولا تعدو سوى منافسة لها. وامتدح الصاوي التطور الكبير الذي تشهد مدينة جدة من تصميم الجسور والأنفاق التي ستساهم في فك كثير من الاختناقات المرورية التي تعاني منها هذه المدينة الجميلة. مشيرا إلى أن ما يزيد جمال مدينة جدة هو هذه الجلسات الثقافية الفنية والسهرات التي تجمع نخب نجوم الفن والثقافة والإعلام في أجواء أقرب للعائلية منها للرسمية والتي يأخذ فيها الحوار منحنيات مختلفة. ويؤكد المخرج خالد فريد على أهمية جلسات جدة غير والتي تعتبر فرصة سانحة للقاء الأحباب والأصحاب وتبادل الخبرات والثقافات، مشيرا إلى أن سبب تميز هذه الجلسات هو وجود جدة قرب الحرم المكي الشريف فتكون مقصدا لجميع أطياف المجتمع وبالتالي تصبح جدة مدينة التلاقي خصوصا وهي بوابة الحرمين الشريفين. ثم تحدث عصام المطري عن أجواء العيد في مدينة جدة والتي تتميز بمحافظة أهاليها على العادات والتقاليد والتراث الحجازي الأصيل الذي يجمع أعراقا وأجناسا مختلفة.