منذ أكثر من ستة أعوام وأهالي بلجرشي في منطقة الباحة ينتظرون افتتاح حديقتهم الوحيدة وسط المحافظة، ومتنفس أبنائهم اليتيم، بعد أن سلمتها البلدية لأحد المستثمرين لإعادة تأهيلها وتنظيمها، ومنذ ذلك الوقت وحديقة خياصة التي كانت تعج بالمتنزهين والسياح الذين يأتون للاستمتاع بمناظرها ومسطحاتها الخضراء، قد تحولت إلى حديقة مهجورة تفتقد لأبسط الخدمات، فساحاتها تحولت لمرمى للنفايات، وممراتها تسبح في ظلام دامس بعد اهتراء وتكسر إنارتها ومصابيحها، فيما بقيت ألعابها تصارع الزمن، ولكنها لم تسلم من التلف والصدأ، فيما تحولت طرقاتها التي ملئت بالحشائش والأشجار الشائكة إلى حفر تهدد سالكيها ومرتاديها، ناهيك عن امتلاء هذه الحديقة بالحشرات الزاحفة والخطيرة والتي وجدت في أركانها المهملة ملاذا آمنا لاختبائها. وهذا ما يؤكده سعد روضة وسعيد العامري من سكان المحافظة، حيث أبديا استغرابهما من إهمال هذه الحديقة وعدم الإعتناء بها، سيما أنها تعد الأقرب للأهالي في المحافظة والمتنفس الوحيد لهم ولأبنائهم، ناهيك عما كانت تتمتع به من مسطحات خضراء وحدائق غناء، كان الأهالي يقضون فيها أوقاتهم طوال العام وخصوصا في موسم الصيف، فيما باتت الآن بعد إهمالها أشبه بالحديقة المهجورة. سليمان العبد الله يقول: كانت الحديقة بمثابة ملجأ للأهالي، ومتنفسا يقصده الكثير من الأهالي، إلا أنه أصبح الآن هاجسا يثير مخاوف حتى العابرين بجواره ليلا، بل أصبحت بعض الأسر تخشى على أبنائها من اللعب جوار الحديقة أو داخلها، وقد حاولنا مخاطبة الأمانه في الوقوف على الوضع القائم ومعالجة ما أصاب الحديقة من دمار وإهمال، مع محاسبة المقصرين والمتسببين في وصول الحديقة إلى هذا المستوى، وكان من الأحرى أن تتحرك الأمانة وتهيئ الحديقة تزامنا مع قرب عيد الفطر. ولم يخف عبد العزيز أحمد وسعيد حتاتة مطالبتهما للبلدية بالاعتناء بهذه الحديقة، وإعادة تأهيلها وتنظيفها، أو تكليف المستثمر بذلك، مع إعادة التيار الكهربائي لها مرة أخرى. ومن جانبه، أكد رئيس بلدية بلجرشي المهندس سعيد الحسيل، أن أحد المستثمرين أجر الموقع بعقد مفتوح، فيما استثمر جزءا من الموقع ببناء مجمع تجاري عليه.