لم يكن عيد هذا العام سعيدا في عاصمة الأمويين، فلقد استمرت أعمال العنف ضد المتظاهرين السوريين. وطال ذلك بعض الفنانين مثل الفنان التشكيلي «علي فرزات» الذي كسر معصمه لكيلا يجرؤ على الرسم الكارتوني مرة أخرى. ولقد بدأت الجبهة الداخلية السورية بالتشقق جراء انشقاق بعض ضباط البحرية، وكذلك المحامي العام لمدينة حماة (عدنان بكور)، إلا أنه من المبكر القول بأن النخبة السياسية في سورية قد بدأت في التفتت والقفز من على ظهر السفينة. وسيكون هناك وقت طويل قبل أن تحدث انشقاقات أكبر سواء من العسكريين أو من الطبقة السياسية أو من الدبلوماسيين السوريين العاملين في الخارج. ما لفت الانتباه هو محاولة وزير الخارجية الإيراني ونصحه للحكومة السورية بمهادنة المحتجين غير أنه سرعان ما دافع عن سياسات بشار الأسد وحاول إيجاد تبريرات مختلفة لعنفه ضد أبناء شعبه. في هذه الأثناء طبقت الولاياتالمتحدة عقوبات إضافية بحق عدد من الشخصيات السياسية في سورية، كما أقر الرئيس أوباما عقوبات اقتصادية على قطاعي النفط والغاز السوريين. وتراجعت العملة السورية في الأسواق المحلية. وهناك ضغط مكثف على مجلس الأمن لإقرار عقوبات دولية جديدة ضد نظام بشار الأسد تحت البند السابع من ميثاق المنظمة الدولية. ومثل هذه العقوبات سبق أن طبقت بحق العراق في التسعينات، وفي النهاية أضعفت النظام وساهمت في إسقاطه بعد عقد من الزمن. وربما تغري نجاحات حلف الناتو في ليبيا بعض الزعماء الأوروبيين، خاصة السيد ساركوزي لزيادة الضغط على حكومة الأسد. ولكن احتمال إعلان الأجواء السورية منطقة حظر جوي، أو محاصرة الموانئ السورية لا تبدو ملحة بصفة حادة في الوقت الحاضر لقادة حلف الناتو. وفي العاصمة الأمريكية عاد المحافظون الجدد للضغط على إدارة أوباما الديمقراطية لفعل شيء تجاه حكومة بشار الأسد إلا أن هناك محللين سياسيين آخرين ممن يرون أن على الحكومة الأمريكية عدم التورط في الرمال المتحركة السورية، على الأقل في الوقت الحاضر. الرئيس بشار وأخوه ماهر فقدا شرعيتهما في الوطن السوري، وفقدا جزءا من مصداقيتهما في دول الخليج العربية، وفي تركيا. وهما لايزالان يراهنان على دعم إيراني وعراقي. ومثل هذا الدعم سيستمر في الأمد المنظور، إلا أن زيادة العنف بحق المحتجين سيعني أن حلفاء سورية التقليديين سيضطرون في نهاية المطاف إلى التخلي عن حليفهم العتيد في دمشق. في هذه الأثناء يخشى البعض أن تسخن إيران بعض المسارح الأخرى لجذب الاهتمام بعيدا عن الأحداث السورية ولزيادة الضغط على مضارعي وناقدي الحكومة السورية الإقليميين. اليوم تبدو حكومة بشار الأسد وكأنما هي رجل الشرق المريض. وسيبقى الرجل مريضا طالما لم تتهيأ له أسباب العافية، أو تطوى صفحته من التاريخ. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 119 مسافة ثم الرسالة