لاحظت أنه في حالة وقوع خطأ طبي ثابت ومؤكد باعتراف الذين أخطؤوا أو عن طريق لجنة التحقيق والأطباء المختصين فإن الصحافة تشير إلى ما حصل على استحياء في غالب الأحيان وذلك بأن تخفي اسم المستشفى الذي حصل فيه الخطأ ناهيك عن إخفاء أسماء الذين تسببوا فيه حتى لو نتج عنه وفاة أو إعاقة أو مصيبة! حفاظا على مشاعر وسمعة الذين أخطؤوا وأهملوا ولو كان منهم من يعمل بلا تصريح أو أنه من فئة المتردية والنطيحة.. وهذا ما يحصل عند المعالجة الإعلامية لأغلب الأخطاء الطبية للأسف الشديد مع أن أرواح الضحايا والمتضررين يجب أن تكون فوق كل اعتبار وأن الإشارة إلى الخطأ الطبي ومن يقف وراءه من أجهزة ومستشفيات وأشخاص مع توقيع عقوبات وفرض غرامات حازمة ومناسبة قد تكون إحدى وسائل تفادي وقوع المزيد من الأخطاء الطبية الفاحشة!. كما لاحظت أيضا أنه عندما يزعم مستشفى خاص أو عام أنه أنجز إجراء عملية جراحية ناجحة لمواطن أو مقيم باعتبارها عملية صعبة أو نادرة فإن الصحف تشير في أخبارها إلى ذلك الإنجاز الحقيقي أو المزعوم في مواقع بارزة واضعة اسم المستشفى الذي تحقق فيه الإنجاز ورسمه وصورا لطاقم الأطباء الذين يقال إنهم كانوا وراء ما تحقق، وقد تكتفي الصحف بنشر ذلك الخبر ثم لا تتابع حالة المريض الذي أجريت له العملية وتحقق على جسده الإنجاز المزعوم فقد تحصل له مضاعفات بعد ذلك، وقد لا تحصل.. كل ذلك غير مهم، فالدعاية للمستشفى صاحب الإنجاز المزعوم قد حصلت ونشر اسمه ورسمه وجذب ذلك طالبي العلاج من كل مكان ولم يعد أحد يسأل عن ما آل إليه أمر الذين قيل إن الإنجاز الطبي قد تحقق على أجسادهم وهل مازالوا أحياء أم أنهم باتوا من سكان الأجداث؟! إذن.. نحن أمام مفارقة مؤلمة تتمثل في إخفاء أسماء المستشفيات والفاعلين عند المعالجة الإعلامية للأخطاء الطبية الثابتة بحجج شتى، وإظهار تلك الأسماء مصحوبة بالصور الملونة عند الحديث عن إنجازات طبية حقيقية أو مزعومة، فأين هي المصلحة العامة في هذا التناقض وكيف يمكن لجم الأخطاء الطبية إذا كنا نتعامل معها بهذا المستوى من الاستخفاف واللامبالاة بالأرواح؟!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة