بدا صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية عندما تحدثت إليه «عكاظ» هاتفيا، بعد نحو ساعة من إعلان نبأ وفاة والدته صاحبة السمو الأميرة منيرة بنت عبد العزيز بن مساعد رحمها الله، قويا ومتماسكا مؤمنا بقضاء الله وقدره، وهو الذي كان لصيقا لوالدته كبقية إخوته، حتى برغم ارتباطه مرافقا لوالده ولي العهد الأمين في رحلته الحالية لنيويورك. يقول الأمير خالد بن سلطان (أكبر أبناء الفقيدة) عن والدته رحمها الله «يفيض قلب أمي عطفا وحنانا فهي لا تحمل ضغينة لأحد و لا مكان في قلبها إلا للحب، وهي في الوقت نفسه صريحة إلى أبعد الحدود تعبر عما في صدرها بلا تردد، وكان من شأن هذه الصفة أن تسمو بأخلاق من حولها، ولم يحدث أن غادرت البلاد دون أن أودعها وهي دائما أول من أحدثه لدى عودتي، أقدمها على زوجتي وأولادي وهي التي تفتخر بأنها تكنى ب«أم خالد» بدلا من الأميرة منيرة وهو فخر أعتبر نفسي أولى به منها». ويضيف «شاع بين الناس في المملكة أن من أراد مني شيئا وخشي رد طلبه فعليه أن يتوجه إلى أمي ليطلبه منها؛ لأنه يعلم تمام العلم أنها إذا طلبت مني شيئا فإنني ملبيه لا محالة». ويستعيد مساعد وزير الدفاع للشؤون العسكرية ذكرياته مع والدته إبان قيادته للقوات المشتركة ومسرح العمليات في حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة جراء العدوان العراقي آنذاك، يقول «كانت أمي أيام حرب الخليج كلما سمعت بسقوط صاروخ «سكود» تأمر بإعداد سيارتها لتنتقل بها إلى مقر وزارة الدفاع حيث كنت أعمل، فتدور حوله ليتأكد لها أن المبنى لا يزال قائما وأن ابنها لا يزال حيا يرزق». وفي صورة من صور اعتزاز الابن بوالدته يقول الأمير خالد «تركت أمي الأميرة منيرة بصمات واضحة في حياتي، فهي كبرى بنات الأمير عبد العزيز بن مساعد آل جلوي ابن عم الملك عبد العزيز ورفيق دربه الذي قاتل إلى جانبه، وإنني لأشعر حقا بالفخر لأن الدماء التي تجري في عروقي تنحدر من أصلين كريمين من جدي؛ الملك عبد العزيز، وعبد العزيز بن مساعد آل جلوي، وكلاهما من القادة العسكريين المبرزين فإليهما يعزى الدور الرئيس في استعادة مدينة الرياض ومن ثم توحيد المملكة».