دخل شباب العقاريين السعوديين العاملين في مكتب طائفة العقار في جدة في سباق مع الزمن خلال شهر رمضان للانتهاء من وضع قاعدة بيانات لثلاثة آلاف مكتب وشركة عقارية خلال الأشهر القليلة المقبلة. ويعول الوسط العقاري على هذا المشروع المهم من أجل التعرف على البيانات الدقيقة للمكاتب والشركات النظامية واستبعاد المخالفين واستشراف الرؤى الصحيحة لمعالجة أوضاع القطاع ومشاكله التي يتعلق أغلبها بالعقد الحصري للتسويق العقاري والإجراءات المطلوبة لحفظ حقوق الباعة والمشترين والوسطاء في ظل بروز خلافات عديدة بهذا الشأن أخيرا. ويعد هذا المشروع باكورة مشاريع الطائفة تحت قيادة رئيسها الجديد خالد بن عبدالعزيز الغامدي الذي تم انتخابه قبل أشهر قليلة. يقول ماجد عبدالله آل الفرد ومتعب محمد الشهري العاملان في توزيع الاستبيان المخصص للمشروع على المكاتب العقارية: إن العمل في المشروع انطلق قبل عدة أسابيع بعد الانتهاء من إعداد الاستبيان بصورة تحقق الهدف المنشود منه في التعرف على أوضاع المكاتب العقارية والمشاكل التي تواجهها بهدف وضع رؤية شاملة لتصحيح الأوضاع بعد رصد خلافات وإشكاليات عديدة فيما بين المكاتب والعملاء، وبين المكاتب بعضها البعض أيضا. وأوضحا أنهما يعملان في الفترتين الصباحية والمسائية في المرور على المكاتب لتوزيع الاستبيان والإجابة على الأسئلة حوله، مؤكدين أن المعلومات التي سترد فيه استرشادية ومن أجل العمل فقط. وأشارا إلى أنه تم توزيع أكثر من 200 استبيان خلال الأيام الأخيرة على المكاتب العقارية وأن الاستجابة جيدة للغاية من معظم المكاتب. أما زياد عمر العفيص ونواف سلطان قالا إن المرحلة الأولى من المشروع تركز على استشراف رؤى المكاتب العقارية ومن ثم سيتم الشروع بعد شهر رمضان في القيام بجولات على الشركات العقارية الكبرى، معربين عن سعادتهما للعمل في هذا المشروع الذي لا يهدف فقط إلى التعرف على آراء أصحاب المكاتب، بل التأسيس لحلول موضوعية لمشاكل المكاتب التي تتعلق بالعمولات وأهمية وجود عقود دقيقة لأي عملية من أجل صالح جميع الأطراف وضمأن حقوقها. وأشارا إلى أنهما لم يجدا صعوبة في العمل خلال رمضان، موضحين أن السوق العقارية بشكل عام في المملكة تحتاج إلى المزيد من التنظيم. وأكدا أهمية الوعي بدور المشروع في وضع خريطة طريق للسوق العقارية في المرحلة المقبلة لاسيما مع الطفرة المتوقعة مع الشروع في بناء 500 ألف وحدة سكنية وتأسيس وزارة للإسكان. وقال وائل مليباري إن أكثر أسئلة العاملين في المكاتب تتمحور حول الجدوى من الاستبيان ومصير المعلومات به، مشيرا إلى أنه يتم اطلاع الجميع على كافة المعلومات المطلوبة بشفافية. ونوه بروح التعاون الذي تبديه الكثير من المكاتب مع العاملين في المشروع الذي يهدف إلى خدمة الصالح العام، مشيرا إلى أن المعلومات الدقيقة عن واقع القطاع وآفاق نموه المستقبلة تمثل ثغرة خطيرة تعطل اتخاذ الكثير من القرارات المهمة. وأعرب عن أمله في الانتهاء من المشروع خلال الفترة المحددة له. رفع وعي العقاريين من جهته، أعرب رئيس طائفة العقار في جدة خالد بن عبدالعزيز الغامدي عن ارتياحه لحجم الإنجاز الذي تحقق في أسابيع قليلة في مشروع قاعدة بيانات المكاتب العقارية، معربا عن شكره لجميع الشباب العاملين في المشروع لحماسهم الشديد للعمل فى رمضان. وقال إن إدارة البحوث والدراسات في مكتب رئيس الطائفة بالتعاون مع عدد من طلاب الجامعة ستتولى توزيع أكثر من ثلاثة آلاف استمارة على جميع المكاتب والشركات من أجل التعرف على جميع الآراء وتأسيس قاعدة بيانات عن المكاتب والشركات العقارية. ودعا جميع أصحاب المكاتب إلى التعاطي بإيجابية مع الاستمارة الموزعة بهدف تحقيق أهداف المشروع وتحسين واقع الممارسات اليومية في سوق العقار والحفاظ على حقوق جميع الأطراف. وأشار إلى أن المشروع يعد انطلاقة لمشاريع أخرى مقبلة تركز على التوعية ورفع مستوى الوعي بالممارسات والقوانين الصحيحة المعمول بها في سوق العقار، معولا على تعاون وسائل الإعلام في التعريف بجهود طائفة العقار في جدة. وقال إن الطائفة ستعمل على تنظيم دورات مهنية وتوفير الأبحاث اللازمة للعقاريين من أجل وضعهم في صورة التطورات التي تشهدها السوق العقارية في الداخل والخارج.