أكملت المديرية العامة للدفاع المدني استعداداتها لتنفيذ خطتها التشغيلية لتأمين سلامة ملايين المعتمرين الذين يتوافدون على مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة خلال الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان. وحشدت قوات الدفاع المدني كل الإمكانات البشرية والآلية لتنفيذ تدابير مواجهة الطوارئ، والوصول لأعلى درجات الجاهزية والاستعداد للتعامل مع كافة المخاطر المحتملة. «عكاظ الاسبوعية» أجرت حوارا شاملا مع مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري حول أبرز هذه المخاطر الافتراضية خلال شهر رمضان في العاصمة المقدسة، والمدينةالمنورة وسبل الوقاية منها والتخفيف من آثارها، وتفاصيل الخطة التشغيلية للدفاع المدني خلال الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان. • خطة تدابير الدفاع المدني تضع في الاعتبار كافة المخاطر الافتراضية المرتبطة بتوافد ملايين المعتمرين على العاصمة المقدسة والمدينةالمنورة، فما هي أبرز المخاطر التي تم رصدها هذا العام؟ هناك أكثر من 12 خطرا افتراضيا تم رصدها من خلال فرق متخصصة تمارس مهماتها على مدار العام، وتضم قائمة هذه المخاطر الحوادث الناجمة عن الازدحام والحرائق في مساكن المعتمرين والهزات الأرضية والتلوث البيئي، وحوادث وتسرب المواد الكيميائية، والتلوث الإشعاعي، وحوادث الأنفاق، والانهيارات الصخرية وكل ما يهدد الحياة الطبيعية في العاصمة المقدسة أو المدينةالمنورة أثناء أداء المعتمرين لمناسك العمرة والزيارة. • وما استعداداتكم للتعامل مع هذه المخاطر؟ تمثل خطة تدابير الدفاع المدني خلال شهر رمضان والتي تم اعتمادها من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني، برنامج عمل شامل لمواجهة كافة المخاطر الافتراضية، محدد فيه مهمات كل جهة من الجهات الحكومية الأعضاء في مجلس الدفاع المدني في تنفيذ هذه الخطة وحجم القوى البشرية والآلية اللازمة لتأمين سلامة ضيوف الرحمن. والحقيقة التي يجب أن نفخر بها جميعا أن أمن وسلامة المعتمرين يأتي في صدارة اهتمامات ولاة الأمر يحفظهم الله ونلمس ذلك من حرص صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، على توفير كافة الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن. وليس أدل على ذلك من مشاركة 9600 ضابط وفرد من رجال الدفاع المدني في تنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ في رمضان في العاصمة المقدسة، بالإضافة إلى 1440 آلية ومعدة متطورة، وما يزيد عن 2000 ضابط وفرد تدعمهم 400 آلية في المدينةالمنورة، بالإضافة إلى فرق وحدات التدخل السريع والمجهزة بأحدث التقنيات لأداء مهماتها. • وهل تسير عمليات تنفيذ الخطة منذ بداية شهر رمضان وفق ما هو مخطط له؟ كل الأمور تسير وفق ما هو مخطط لها، ولا سيما فيما يتعلق بالجوانب الوقائية، ومعظم الحوادث التي وقعت محدودة، وأمكن السيطرة عليها، ولم يتم تسجيل أي حوادث كبيرة أو مؤثرة، وهو ما يعني أننا استفدنا كثيرا من الدراسات الخاصة لتقييم الأداء خلال مواسم العمرة للسنوات الماضية، ونأمل أن يستمر ذلك خلال الأيام العشرة الأواخر من رمضان واحتفالات عيد الفطر. • وهل هناك خطة تشغيلية خاصة للعشرة الأخيرة من رمضان، وهل تختلف نوعية المخاطر في هذه الفترة؟ لكل مرحلة خطط تشغيلية تناسبها، والأيام العشرة الأخيرة بما تشهده من زيادة هائلة في أعداد المعتمرين تتطلب استعدادات خاصة من حيث القوى البشرية والآلية وخريطة انتشارها، ولا سيما أن هذا العدد الكبير من المعتمرين الذين يجتمعون في الحرمين الشريفين لصلاة المغرب والعشاء والتراويح، والذين يفدون لأداء مناسك العمرة له مخاطره، مثل حوادث السير، والحوادث الناجمة عن الزحام، والتلوث البيئي وغيرها، وهو ما يتطلب مضاعفة عدد من الفرق الإسعافية إلى أكثر من ألف مسعف على مدار الساعة داخل وخارج الحرم الشريف ونشر عدد أكبر من وحدات التدخل السريع. • هل يمثل الازدحام الشديد في العاصمة المقدسة خلال الأيام العشرة الأواخر من رمضان التحدي الأكبر لرجال الدفاع المدني؟ بالطبع، لرجالنا ولكافة الجهات المعنية بخدمة المعتمرين، لما قد ينتج عنه من حوادث سير أو إصابات للمرضى وكبار السن، لكن رجال الدفاع المدني لديهم من الخبرة ما يؤهلهم للتعامل مع ذلك، من خلال خطط تفصيلية لتفويج المعتمرين للمسجد الحرام، وهناك مئات الكاميرات التلفزيونية التي تراقب حركة المعتمرين في جميع أحياء العاصمة المقدسة، ولا سيما المنطقة المركزية المحيطة بالحرم، وتنقل صورا مباشرة لغرفة عمليات الدفاع المدني لتوجيه الوحدات والفرق الميدانية لمناطق الازدحام والتكدس، بالإضافة إلى دوريات السلامة الراكبة وفرق الدراجات البخارية. • قرار زيادة عدد طائرات الدفاع المدني المشاركة في خطة تدابير مواجهة الطوارئ في العاصمة المقدسة خلال شهر رمضان، ما هي دوافعه؟ أثبتت تجارب السنوات الماضية فاعلية طائرات الدفاع المدني في تنفيذ كثير من المهمات مثل مراقبة الطرق المؤدية إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وتوجيه الوحدات الميدانية الأرضية إلى مواقع الحوادث للوصول إليها في أسرع وقت، بالإضافة إلى مشاركة هذه الطائرات في أعمال الإنقاذ والإسعاف والإخلاء الطبي في المواقع التي يتعذر وصول الوحدات الأرضية إليها، وعلى ضوء ذلك كان قرار زيادة عدد الطائرات المشاركة إلى خمس طائرات، ولا سيما بعد تحديث أسطول طيران الدفاع المدني بطائرات هي الأحدث عالميا، من حيث قدرتها على المناورة والعمل على مدار الساعة وفي أصعب الظروف المناخية. • وماذا عن حرائق الأبراج واستعدادات الدفاع المدني لمواجهتها؟ لا شك أن هذه المباني المرتفعة والتي يتواجد فيها أعداد كبيرة من المعتمرين في العاصمة المقدسة، تحظى بمكانة متقدمة في استعدادات الدفاع المدني في ظل تزايد عدد هذه الأبراج في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم، واستعداداتنا لهذه النوعية من الحوادث تبدأ منذ إنشاء المبنى، ومتابعة عمليات الإنشاء وتطبيق كود البناء السعودي، وتستمر من خلال أعمال المسح الوقائي وتفقد أنظمة السلامة في هذه المباني مثل مخارج الطوارئ، والتأكد من سلامة وسائل الإنذار عن الحريق فيها، وكذلك أنظمة الإطفاء الآلي بها، بالإضافة إلى ربط عدد كبير من هذه المباني والفنادق آليا بغرفة عمليات الدفاع المدني، بما يتيح استشعار حوادث الحريق فور وقوعها ومن ثم سرعة التعامل معها. والحمد لله فإن الدفاع المدني يمتلك كافة المعدات والآليات لمكافحة حرائق الأبراج مثل السلالم ذات الارتفاعات الكبيرة والتي تزيد عن 100 متر وسيارات الإطفاء المزودة بمضخات لسوائل الإطفاء بسعات كبيرة، ولمسافات بعيدة، ثم طائرات الدفاع المدني المجهزة بجردل الإطفاء. • تحدث بعض المخالفات لأنظمة السلامة في مساكن المعتمرين خلال الأيام العشرة الأواخر من رمضان، فكيف تتعاملون مع هذه المخالفات؟ لا تهاون مع أية مخالفة لشروط ومتطلبات السلامة في مساكن المعتمرين أو المنشآت التي يترددون عليها كالأسواق والمراكز التجارية أو المطاعم، وهناك دوريات تعمل على مدار الساعة لمراقبة ذلك، ورصد أية مخالفات قد تحدث، واتخاذ الإجراءات النظامية بشأنها والتي تصل إلى إخلاء المبنى وإغلاقه وفصل الكهربا عنه، وسوف تستمر هذه الدوريات طوال شهر رمضان، وتم بالفعل إغلاق أكثر من 160 منشأة مخالفة لشروط السلامة من بين ما يقرب من سبعة آلاف منشأة تم تفقدها وإجراء أعمال المسح الوقائي لها. • يحرص الدفاع المدني على الاستفادة من التقنيات الحديثة خاصة في مجال الاتصالات والمعلومات في الارتقاء بجودة خدماته، فهل ثمة أمثلة لذلك في خطة تدابير الطوارئ في العاصمة المقدسة هذا العام؟ كما أشرت تم ربط جميع المنشآت الحيوية آليا بغرفة عمليات الدفاع المدني بما يتيح استشعار الحوادث خلال ثلاث ثوانٍ من وقوعها، بالإضافة إلى آلية إلكترونية لمتابعة أداء الوحدات الميدانية وخطة انتشارها، وتطوير أنظمة تلقي البلاغات عن الحوادث وتحديد موقع المتصل، وخطة نشر الوحدات الميدانية تبعا للمخاطر المحتملة، باستخدام المصورات الجوية، وإدارتها عبر أنظمة اتصال سلكية ولا سلكية متطورة. • وماذا عن التوعية بإجراءات السلامة في خطة تدابير مواجهة الطوارئ هذا العام؟ نسعى لأن يكون كل مواطن وكل معتمر رجل دفاع مدني في التزامه بتوجيهات وإرشادات السلامة من المخاطر، ومن هذا المنطلق تتنوع برامج التوعية بما يتناسب مع تنوع لغات المعتمرين ومسؤولياتهم الثقافية، فهناك رسائل التوعية عبر الجوال والتي يتم بثها للمعتمرين بعدد كبير من اللغات، وهناك أيضا الشاشات التلفزيونية التي تعرض إرشادات السلامة في مواقف السيارات، ومن المنطقة المركزية المحيطة بالحرم، وبرامج التوعية في مساكن المعتمرين والتي تستهدف العاملين في الفنادق ومشرفي السلامة وعموم المعتمرين. • هل هناك آلية لتقييم الأداء في تنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني في موسم العمرة؟ هناك إجراءات دقيقة لتقييم الأداء سواء القوى البشرية أو المعدات أو الآليات، أو غرف ومراكز العمليات والمهمات التي تقوم بها إدارات السلامة والحماية المدنية كل في مجال اختصاصه ونوعية المهمات التي يؤديها في خطة تدابير شهر رمضان، وهذا العام تم تطبيق آلية إلكترونية لمتابعة وتقييم أداء الوحدات والفرق الميدانية، وعلى ضوء هذا التقييم والمتابعة يمكن تطوير أو تعديل في مسار بعض الخطط التشغيلية تبعا للمتغيرات على أرض الواقع، يساعد على ذلك وجود سيناريوهات بديلة للتعامل مع الطوارئ يمكن اللجوء إليها في حالة تعذر تنفيذ أي من الخطط التشغيلية. • إلى أي مدى يتم تطبيق معايير الجودة في خطة تدابير مواجهة الطوارئ في رمضان هذا العام؟ المديرية العامة للدفاع المدني تسعى بكل قوة لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين لتطبيق معايير الجودة في المؤسسات الحكومية، والحمد لله نسير بخطى ثابتة في تطبيق معايير الجودة الشاملة في جميع أعمال وخدمات الدفاع المدني الإدارية والميدانية. ولدينا استراتيجية لتحسين وتطوير الأداء ونشر ثقافة الجودة بين منسوبي الدفاع المدني من خلال إدارة الجودة والتطوير، والتي تعتمد منهجية علمية لتحقيق أفضل مستويات الأداء، وصولا لتحقيق التميز المؤسسي. ولا شك أن خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في موسم العمرة تستفيد من هذا التحسن في الأداء، والذي تحدده معايير دقيقة لا مجال للالتفاف عليها أو تجاوزها، وعلى ضوء هذه المعايير يتم تقييم الخطط التشغيلية، ومدى فاعليتها في تحقيق الأهداف، وبناء على ذلك يتم تعديل هذه الخطط وتطويرها للوصول إلى أفضل المستويات.