أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل وحثهم على تلاوة كتاب الله وتدبره والعمل به. وقال في خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس «لقد من الله على هذه الأمة بإنزال كتابه العزيز قيما مباركا لم يجعل له عوجا، فكان كتاب هداية للتي هي أقوم دل الله به العباد إلى كل خير تطيب به حياتهم وتسعد به نفوسهم وتحسن به عاقبة أمرهم، فأحيا به موات القلوب وأضاء به ظلمات الدروب، وإن وجوه بركته لا حد لها غير أن سبيل نيل هذه البركة والطريق إلى إدراكها هو طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله لنا أسوة نقتدي به ونترسم خطاه ونهتدي بهديه». وأكد الدكتور الخياط، أن التدبر الباعث على العمل هو المقصود الأعظم الذي حث عليه ربنا أبلغ حث، قال الله تعالى «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها»، موضحا أن في أيام هذا الشهر المبارك ولياليه خيرا معينا على إدراك هذه الأمنية وبلوغ هذا المأمول. وفي المدينةالمنورة، عدد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد المحسن القاسم فضائل وخصائص شهر رمضان المبارك، فقال إنه شهر عظيم مخصوص القدر والتكريم، مفضل على سائر الشهور، أنزل الله فيه كتابه وفرض صيامه، زمن العتق والغفران وموسم الصدقات والإحسان، تتوالى فيه الخيرات وتعم البركات، ثم ساق حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه لأصحابه «أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم». وأضاف الشيخ القاسم، في خطبة الجمعة أمس، إن رمضان أشرف الشهور وأزكاها عند الله، جعله تعالى ميدانا لعباده يتسابقون فيه بأنواع الطاعات والقربات، شهر منحة لتزكية النفوس وتنقيتها من الآفات والضغائن والأحقاد، في هذا الشهر مغانم لطاعة الله قرآن وقيام وصدقة وصيام وعطف وإحسان قال عليه الصلاة والسلام «من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء»، كما أن العمرة فيه فاضلة، وللصائم دعوة لا ترد، وفي الثلث الأخير من الليل ينزل ربنا ويقول «من يدعوني فاستجيب له». ومضى إمام وخطيب المسجد النبوي قائلا: إن «شهر رمضان يغتنمه المشمرون لبر الوالدين والقرب منهم والتودد إليهم ولصلة الأرحام والإحسان إلى الأهل والأولاد للتوجيه الرشيد والمعاملة الحسنة، كما أن الصدقة ميدان لتفريج الكروب عن الغني قبل الفقير يظهر أثرها على المتصدق في نفسه وماله وولده وتقطع عنه البلاء وتجلب له الرخاء، وفيه نسمات الخير والبركات». وأشار إلى أن علامة التوبة الندم على ما سلف والخوف من الوقوع في الذنب ومجانبة رفقة السوء وملازمة الأخيار. وحث إمام المسجد النبوي الشريف في نهاية خطبته المرأة أن تكون شامخة بشرفها صائنة عفافها ومتزينة بزينة الدين متجملة بجمال الستر والحياء، فليالي رمضان معدودة والأنفاس في الحياة يسيرة، والسعيد من ملأ حياته بالطاعة والإحسان وابتعد عن المعاصي والأوزار.