بهجة الألوان وترف الحرير دفعا سيدة الأعمال الشابة ومصممة الأزياء مها النهدي أن تغوص في عالم العباءة الخليجية وتكشف الكثير من أسرارها وحكاياتها.. لتحقق شغفها اللا محدود بعالم الموضة والجمال، وتستثمر من خلالها موهبتها الفتية في تصميم الأزياء، فتقدم رؤيتها الخاصة في أناقة المرأة الشرقية بوجه عام، ضمن إطار عصري ومبتكر يحمل لمسات مترفة من الحضارات القديمة. جمعت مها بين تصميم الأزياء وعالم المال والأعمال.. وآمنت منذ البداية بالمثل القائل (بنت الوز عوامة).. حيث اختارت أن تسير في نفس درب أمها، وتقدم لمسات ساحرة في عالم الأزياء تشربتها منذ الصغر عندما نشأت وترعرعت في منزل يعشق هذا العالم.. وكشفت الكثير عبر هذا الحوار.. فإلى التفاصيل: • حدثينا عن البداية.. بمن كان تأثرك منذ الصغر؟ منذ طفولتي وأنا أعشق تقليد والدتي في أسلوب حياتها أولا، ثم عملها الذي شكل شخصيتي، فقد كانت ولا زالت تعمل في تصميم وتنفيذ ملابس السهرة، وكانت تعطيني القصاصات المتبقية من الأقمشة، كنت أقصها وأخيطها للدمى والعرائس الصغيرة، وأكوام المجلات التي كنت أتصفحها باستمرار خلقت في داخلي حبا لهذا العالم. • الإحباط والفشل سيطرا عليك في أحيان كثيرة.. حدثينا عن ذلك؟ كبرت وكبرت أحلامي.. بدأت بالأشغال اليدوية الخفيفة وتصميم ملابسي الخاصة ثم وصلت للعباءات، لكن أحبطت بالفعل كثيراً عندما أصدرت أول مجموعة ولم تنجح بالشكل الذي توقعته وشعرت حينها بطعم المرارة والفشل. لكن سرعان ما استعدت توازني وأصدرت بعدها عدة تصاميم لاقت نجاحا مرضيا. • وما هي العقبات التي تواجهك؟ إحدى أهم العقبات التي تواجهني هو (أنا).. ففي أحيان كثيرة أشعر أن ما أقدمه أقل من كل تصوراتي.. وربما هو أيضا سر نجاحي، لكن التجارب البسيطة علمتني بضرورة أن تكون هناك مسافة بين الطموح والواقع.. ولو تساوت أحلامي مع ما أفعله الآن.. فلن أجد ما سأقدمه غداً، لهذا فمن المهم أن أبحث دائماً عن الأفضل، وأشعر أن أفضل تصميم هو الذي لم أنفذه بعد رغم أنه موجود في مخيلتي. • ولماذا تركزين على العباءة النسائية بالذات.. هل هو الشغف الذي يراود كل امرأة خليجية؟ اختياري للعباءات وتصميمها لتعلقي الدائم بكل ما هو من (التراث) أو بالأحرى من قلب حياتنا ونبضها وهو ما يميزنا نحن بالذات عن غيرنا في الوطن العربي. وفي تصوري أن العباءة الخليجية عالم عميق وكبير لم يتم الوصول إلى نهايته بعد، حيث تجمع بين الشغل اليدوي والمطرزات الغنية، وبين الحشمة والوقار الذي يميز طراز العباءة الخليجية، فتحقق للمرأة العربية عناصر جمالية من الأناقة المدروسة، والإنسيابية المريحة، ضمن معادلة متوازنة، حيث حرصت على أن أتناول العباءات بصورة مختلفة في تصميماتي، وأضيف على كل قطعة وموديل مزيدا من الألق والحياة، مع شيء من زهوة الألوان وترف الخامات. • كيف تستوحين تصاميم إبداعاتك؟ عادة ما أستوحي تصاميمي من كل شيء حولي.. حتى أحاديث النساء العامة ترسم لي تصميما معينا وأقوم بتنفيذ ذلك على هيئة عباءات بالحروف العربية (مثلا) ، وهكذا حتى تكتمل لدي مجموعة مستوحاة من كل مكان.