قبل حوالى ألف يوم وتحديدا في 4 اكتوبر 2008م كتبت في هذه الزاوية ولكن في جريدة الرياض مقالا بعنوان (الضرب بعد إفطار الوزير) بمناسبة قيام أخصائي اجتماعي في دار الأيتام بالمدينة المنورة بضرب يتيم بوصلة من لي الغاز حتى سال الدم من فمه وأنفه، جاءت الحادثة بعد أن نقلت أخبار الصحف خبر إفطار وزير الشؤون الاجتماعية يوسف العثيمين مع الأيتام في أحد الدور وكنت أتساءل إذا ماكانت مثل هذه الزيارة قد تكشف للوزير بعض الخفايا حول مايتعرض له نزلاء تلك الدور من معاناة، وقد جزمت آنذاك بأن إفطار الوزير مع الأيتام خطوة إيجابية إذا تمكن من الإنفراد ببعض منهم وعرف أحوالهم لإصلاحها. اليوم وبعد مضي ثلاث سنوات على ذلك الإفطار جزمت أنه لا داعي له طالما أنه لم يتبعه رغم مرور ثلاث سنوات والحصول على دعم مالي كبير أي تحسن في استيعاب وتجهيز وخدمات دور الأيتام ولا أحوالهم فالإحصائيات تشير إلى ازدحام الدور بأضعاف طاقاتها والأخبار تترا عن سوء أحوال نزلائها. لا حاجة لوزير الشؤون الاجتماعية للفطور مع نزلاء دور الرعاية إذا لم ينعكس ذلك على تحسن أحوالهم، ولا حاجة لوزير الصحة في الإفطار مع المرضى إذا لم يلتفت لسوء رعايتهم وتواجد غالبيتهم في الممرات، ولا حاجة لوزير التربية والتعليم في الإفطار مع المعلمين أو الطلاب إذا لم يكتشف احتياجاتهم، ولا نريد من وزير التجارة أن يفطر على موائد المستهلكين إذا لم ينعكس الفطور إيجابا على موقف يحد من غلاء أسعار تلك الموائد!!. ما الفائدة من إفطار وزير مع من هم تحت مسؤوليته إذا كان سيصوم عن إصلاح أحوالهم؟! إن الفائدة الوحيدة تعود على الوزير في شكل حركة إعلامية لم تعد تقنع أحدا !!، فيا معالي الوزير شكرا، لا تفطر معنا ولا تصم عن الاهتمام بأحوالنا، لك أن تفطر مع أسرتك فطورا هنيئا وتقدم لنا إنجازا مفيدا. [email protected]