توغلت دبابات النظام في حماة وطوقت دير الزور، بينما أدان مجلس الأمن الدولي في بيان أصدره أمس انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن نحو مائتي دبابة وآليات عسكرية تطوق مدينة دير الزور من جميع الاتجاهات. وأضاف أن أكثر من مائة دبابة وصلت من طريقي حمص وخان شيخون إلى حماة بالإضافة إلى عشرات من ناقلات الجند المدرعة. وذكر إن دبابات ومدرعات عسكرية شوهدت على الطريق المؤدي إلى مدينة السلمية التي شهدت خلال الأيام الماضية تظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط النظام. وتحدث عن انقطاع الاتصالات الأرضية والخلوية عن حماة والسلمية. بينما أفاد ناشطون حقوقيون أن قوات الجيش التي انتشرت في حماة قصفت اثنين من أحيائها وشوهد الدخان يتصاعد في أكثر من منطقة فيها. وبين مدير المرصد أن القصف تركز على منطقة جنوب الملعب وحي المناخ، مشيرا إلى أن بعض المنازل هدمت جراء القصف. وأقامت قوات الأمن والجيش حواجز لمنع الأهالي من النزوح. وتحدث ناشط آخر عن دبابات شوهدت وهي تتجه نحو ساحة العاصي وسط المدينة وأخرى ترافقها آليات عسكرية في عدد من المناطق. وأضاف الناشط أن «دوي الانفجارات التي تسمع في أكثر من مكان يوحي بحرب مفتوحة في المدينة». وجاء في بيان مجلس الأمن الدولي الذي تم الاتفاق على نصه بعد أسابيع من المفاوضات الصعبة، أن المجلس «يدين الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية».. إلا أن لبنان، العضو في مجلس الأمن، تنصل من البيان، قائلا إنه «لن يساعد» على إنهاء الأزمة. وأزيلت من البيان أية إشارات إلى إجراء تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والذي كانت دعت إليه كل من بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، والبرتغال. إلا أن البيان طالب السلطات السورية بالاحترام الكامل لحقوق الإنسان وتنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي، ومحاسبة المسؤولين عن العنف، كما دعا دمشق إلى التعاون التام مع المفوض الأعلى لحقوق الإنسان. ورأى وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في بيان مجلس الأمن تحولا في موقف المجتمع الدولي. وقال إنه بات اليوم على السلطات السورية أن تعمل على وقف استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين، وأن تطبق الإصلاحات الضرورية للرد على التطلعات المشروعة للشعب السوري. ومن جانبها، ذكرت الولاياتالمتحدة أمس أنها غير معنية ببقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة لمجرد المحافظة على الاستقرار الإقليمي، في مؤشر على تشديد موقفها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن واشنطن لا تعتبر الأسد شخصا لا يمكن الاستغناء عنه. ووصفه بأنه غير قادر وغير مستعد على الاستجابة لتظلمات شعبه.