يصاحب حلول شهر رمضان تغيرات كثيرة تطال النظام اليومي وتتغير معه البرامج والمواعيد والارتباطات، ومن ذلك التبدلات التي تحدث للرياضي في شهر رمضان، من تغيير في موعد التدريبات ونظام الأكل ومواعيد النوم وغيرها، كل تلك التغيرات لها آثارها المترتبة على الرياضي سواء بالسلب أو بالإيجاب، لذا سنسلط الضوء على هذا الجانب من خلال عدد من الخبراء. ففي البداية شدد المحاضر في برامج اللياقة البدنية حمود السلوة على أهمية تنظيم التغذية المتوازنة لجميع ممارسي الرياضة على وجه العموم واللاعبين على وجه الخصوص في شهر رمضان المبارك الذي وصفه بالشهر الذي له خصوصيته، وذلك في سبيل الحفاظ على المعدل اللياقي والبدني والذهني، وقال السلوة عن برنامج الرياضي في هذا الشهر: «العمل الرياضي في شهر رمضان مرتبط بجوانب غذائية خاصة، فالصوم وقلة السوائل لها تأثير كبير على الأداء الرياضي التنافسي وحجم هذا التأثير ينعكس على الأداء الذهني والعضلي والمتغيرات الفسيولوجية للرياضي مقارنة بحجم الجهد المبذول، وما يقابل هذا الجهد من متطلبات غذائية، ومن أهمها السوائل وتحديداً الماء، ولذلك نحتاج في هذا الشهر إلى عملية التنظيم الغذائي من خلال الابتعاد قدر الإمكان عن تناول السكريات والدهون، وتعويضها بتناول وجبات غذائية يستطيع الجسم معها أن يتكيف وتكون ذات قيمة غذائية مميزة». وتابع السلوة: «يجب أن يكون هناك توازن غذائي سواء على مستوى الكم أو النوع، ويندرج تحته اختلاف ساعات النوم والراحة والسهر والعادات الاجتماعية والمناسبات الرمضانية التي أرى بأنها لا توفر للرياضي الالتزام بالنظام الغذائي المثالي، لاسيما في اللاعبين المحترفين والذين يجب أن يكونوا أكثر التزاماً واحترافية في برنامجهم الرياضي في هذا الشهر، فاللاعب يحتاج إلى وقت لا يزيد عن أسبوع حتى يمكنه التكيف مع كل الظروف المحيطة به، إن كان على مستوى البرنامج الغذائي أو الأحمال التدريبية والحمل العالي في المباريات في شهر رمضان، والذي تزامن هذا الموسم مع ارتفاع قوي في درجة الحرارة والرطوبة العالية، ولذلك اللاعب يفقد كمية كبيرة من السوائل، يقابلها كمية كبيرة من تناول المياه والعصائر وتناول الوجبات الغذائية الغنية بالكاربوهيدرات وتناول الفاكهة ناهيك عن توفير راحة كافية بعيدة عن الكرة بعد جهد المباراة، ومثل هذه المتطلبات لابد من توفرها قبل كل مباراة وحتى في استراحة مابين شوطي المباراة وبعد نهايتها للوصول إلى حالة (الاسترجاع) المطلوبة للاعب الذي يؤدي أحمال بدنية عالية في شهر رمضان». ومن جانبه، قال مدير الكرة لفريق الاتفاق زكي الصالح: «لدينا في الفريق جهاز طبي متكامل، وهناك أخصائي تغذية، يقوم بعمله سواء في رمضان أو غيره فالرياضة في الأجواء الحارة تختلف عنها في الأوقات المعتدلة، كما أنها تختلف من رمضان إلى الأيام العادية، وبالتالي هناك متطلبات يقوم بها الأخصائي من خلال برنامج يسلم لكل لاعب يتضمن الأكلات التي يتم التحذير منها خاصة قبل المباريات، وهذا الأمر ليس مقتصراً على شهر رمضان فقط بل على سائر الأيام». وزاد الصالح: «نعمل على تعويض ما يفقده اللاعبون من خلال تزويدهم بالأملاح والفيتامينات التي تؤخذ مع العصائر». وأضاف: «في الغالب يقام معسكر لأغلب الفرق قبل أي مباراة، ومع ذلك فلدينا برنامج غذائي يعرفه اللاعبين، فأي لاعب مقبل على مباراة يمنع من أكل الأكلات الحارة». وعن الأكلات الرمضانية التي يطلب من اللاعبين الابتعاد عنها: «اللاعبون يعرفون ما عليهم وما لهم، ففي مثل هذه الأجواء الحارة والرطبة يستوجب عليهم إتباع نوع من الأكل وبخاصة أن هناك تدريبات يومية تعقب وجبة الإفطار بقرابة 3 ساعات، وهو ما يستدعي أخذ الحيطة والحذر من الإكثار في الأكل». وشدد الصالح في حديثه على ضرورة الاعتدال في الأكل في كافة الأوقات: «على الرياضي أن يكون ملماً بما ينفعه من الأكل وما يضره ويعمل على التقليل من الضار، وهذا الأمر ليس قصراً على رمضان بل على سائر الأوقات وفي كل المناسبات ومع كل الأجواء». وذهبت اختصاصية التغذية الدكتورة ريما سلمان إلى قابلية الجسم للتأقلم مع تغيرات رمضان، وتطرقت إلى البرنامج الغذائي المناسب للرياضي وقالت: «الجسم لديه قابليه في التأقلم مع تغير البرنامج اليومي، ومع بداية شهر رمضان يحتاج الرياضي إلى ثلاثة أيام كحد أقصى للتأقلم مع البرنامج الجديد في رمضان، وخلاله يحتاج الجسم لمراعاة وانتباه نظراً لتغير نوعية وأوقات الطعام». وأضافت: «ينبغي على اللاعب أن يبدأ يومه بوجبة الإفطار ويستحسن أن يتناول الرياضي من خمس إلى سبع تمرات وكأس لبن، وبعد صلاة المغرب يحتسي الشوربة وثلاث قطع سمبوسة فقط لا غير، لتكون الوجبة التالية هي وجبة السحور، لكن أهم ما في الأمر شرب كأس ماء كل ساعة كون الجسم مع الصيام يحتاج للسوائل كونه يفرز العرق بشكل كبير، ويستحب أن يقتصر الأكل بين الوجبات على الفواكه الطازجة والمجففة مع ضرورة والابتعاد بشكل نهائي عن الحلويات والتقليل قدر الإمكان من المقليات والحذر من تناول الأرز أو ما شابهه على الإفطار وبعد التدريبات لأن الجسم يكون قد أحرق وجبة الإفطار في التدريب». وزادت: « ليس من الصحيح التركيز على البروتينات في اللحوم كما هو شائع، والسليم هو تناول النشويات فهي أكثر فائدة، كما أن المقدار الصحي في رمضان هو تناول ما يقرب 1800 إلى 2500 سعرة حرارية فقط لا غير، وبالنسبة لبرنامج النوم فعدد الساعات الطبيعية والصحية ثمان ساعات والرياضي في رمضان بديهياً لن ينام من الساعة 4 فجراً وحتى الثانية عشر ظهراً وهذه مدة كافية».