حذر خبير اقتصادي سعودي من الإغراءات التي تقدمها البنوك للشباب السعودي لمنحهم قروضا استهلاكية بفوائد منخفضة، وبطاقات بنكية بدون رسوم في السنة الأولى. وجاء تحذير الاقتصادي منصور صالح الزامل على خلفية تقارير اقتصادية شبه رسمية أشارت إلى عجز أكثر من 60 ألف سعودي عن سداد قروض استهلاكية بلغت 2.4 مليار ريال. وشكك في ادعاءات البنوك بتخفيض فوائد القروض الاستهلاكية إلى 1.8 في المائة من إجمالي 3.5 إلى 4 في المائة، مشيرا إلى أن النسبة الحقيقية لفائدة القروض الاستهلاكية في المتوسط تصل إلى 10 في المائة وبعد احتساب الرسوم الإدارية التي تصل إلى 1500ريال لتصل النسبة إلى 12 في المائة على أقل تقدير، فيما تصل الفائدة على قروض بطاقات الائتمان إلى 24 في المائة. ودعا إلى التعامل بحذر شديد مع بطاقات الائتمان لأنها قد تضاعف المبلغ المقترض خلال ستة أشهر إذا لم يتم الالتزام بالسداد في الموعد المحدد. وأشار إلى أن ذلك لن يتحقق سوى بتعزيز الوعي الاستهلاكي والاعتماد على الدخل قدر الإمكان وعدم التورط في قرض استهلاكي يمكن الاستغناء عنه. ودعا البنوك إلى عدم التساهل في منح قروض للشباب دون النظر إلى قدراتهم المالية مستغربا إقدام البعض على منح قروض لمن لاتزيد مرتباتهم عن 2500 ريال في القطاع الخاص. وتساءل كيف يسدد مثل هذا الشاب القرض مع الالتزام بسداد الايجار والالتزامات الأسرية المختلفة. وطالب البنوك بضرورة التحول نحو المشاريع الاجتماعية والاقتصادية ذات القيمة الاقتصادية المضافة لاسيما على صعيد تشغيل الشباب السعودي في مجالات عمل جديدة. واستغرب إحجام البنوك عن التوسع في تمويل مشاريع المقاولات ذات العائد المالي الجيد. وكانت تقارير بنكية أشارت مؤخرا إلى ارتفاع حجم القروض الاستهلاكية إلى 207 مليارات ريال في 2010 فيما تحجم البنوك عن تمويل المشاريع الصغيرة بدعوى عدم توفر الضمانات الكافية.