اشتكى عدد من النساء العاملات في سوق الدمام الشعبي مما أسمينه تجاهل البلدية منح السوق جانبا من الاهتمام والتطوير ضمن مخططاتها في تطوير المنطقة، كاشفات في حديثهن ل«عكاظ» انعدام الخدمات الأساسية للنساء، حيث لم توفر برأيهن إدارة السوق للعاملات والبائعات بيئة جيدة تساهم في خدمتهن ودعمهن. نورة السبيعي أوضحت أن «السوق الشعبية النسائية في الدمام لم تشهد حركة التحديث والتطور التي طالت أغلب المرافق والمراكز التجارية في الشرقية، ومع أنها سوق شعبية بسيطة، إلا أن لها زوارها ومرتاديها من النساء اللاتي يجدن في ردهاتها ما يحتجنه من أغراض ومستلزمات حياتية . غير أن سوء التنظيم والإهمال من قبل الجهات المختصة يفسد كثيرا من وهجها وعبقها التاريخي الذي لازال يأنس بأريحية أهالي المنطقة». أم محمد، والتي بدت عليها ملامح الاستياء خلال سؤالها عن مطالبهن في تطوير السوق، فكان ردها «أعمل في هذه السوق منذ خمس سنوات، نحن نسترزق ونربي منها أطفالنا، فلا توجد دورات مياه نذهب إليها، ولا يوجد ما يحمينا في أيام الشتاء القارس ولا في أيام الصيف الحار، وتزداد معاناتنا عند هطول الأمطار، فنقوم فقط بحمل أكياس البلاستيك ونغطي بضاعتنا حتى لا تتلف من المطر، فالسقف تالف وغير جيد». من جانبها، أبانت أم خالد أن «الكهرباء مجانية، ونحن من يعمل على إصلاحها إذا تعطلت»، مشيرة إلى أن الإيجار حوالي 1000 ريال، وفي السنوات القليلة الماضية توقف هذا الإيجار. وعن زبائنهن، أشارت إلى أن «غالبيتهن من النساء اللاتي لا يترددن في طلب حاجاتهن الخاصة بدون وسيط، فنحن حريم وهن كذلك». من جهتها، طالبت أم سلطان، والتي تشتهر ببيع البخور بأن تسند البلدية مهمات النظافة إلى إحدى الشركات لحمل المخلفات التي تمتلئ بها ممرات السوق، وإعادة النظر في وضع السوق الحالي والعمل على إنشاء سوق جديدة تواكب التطور الذي تشهده المنطقة بشكل عام وتحافظ على التراث الشعبي وعراقة السوق. وأضافت «أتمنى أن يتم بالفعل تطوير السوق، فالعاملون فيه أسر وأطفال أيتام يخشون من تدهور السوق وعزوف المتسوقين عنها بسبب الإهمال». من جانبه، كشف مصدر مطلع في البلدية ل«عكاظ» أنه تم رصد ما يقارب خمسة ملايين ريال لإنشاء السوق النسائية الجديدة، ما سيساهم في توفير مواقع مناسبة لكافة النساء العاملات في السوق القديمة (السوق الشعبية)، ويوفر جميع الخدمات الأساسية للنساء، وفي شكل جمالي يعكس الوجه الحضاري للمنطقة.