أول نهار من رمضان المبارك.. أهنئك قارئي الكريم أن أعاده الله عليك وعلينا، فرصة أخرى.. تأتينا فالحمد لله والشكر.. اللهم لا تضيعها منا ولا تجعلنا فيها من الخاسرين. وآراهم يتحدثون عن الأسعار ويقولون.. نار!! وهو حديثنا السنوي المعتاد في هذا الموسم من كل عام.. فلا ثمرا أطاح.. ولا نفعا أصاب! غير أني أتساءل أين هي الأسعار؟! وألمح من يمصمص شفتيه الآن امتعاضا!! وينطر إلي شزرا!! ويقول عني مرفهة!! أنتمي لفئة البرجوازيين الذين لا يعرفون عن الأسعار شيئا ولايبالون!! ولا أخفيكم.. ودي لو أكون ممن لا يعبأون بالأسعار وغلاها!! وأنام ملء جفوني عن شواردها عن سخونتها!!! لكن هيهات! وليت أني لا أمت بصلة لطبقة الكادحين الذين يبكون على القرش ويوسعونه تقبيلا قبل صرفه!! إنما قلت أين هي الأسعار؟ لأننا لانناقش الأصل وتلهينا البردعة عن حاملها! فما يحدث في سوقنا المفتوحة من أساليب التسعير وسياسته اللا معلنة هو البطن الحبلى بمفاجآت الأسعار!! لاحظوا معظم البضائع المعروضة في الأسواق لا يوجد عليها أسعار علنية واضحة! وبعضها يحمل أرقاما فقط يفك شفرتها المحاسب الذي يعرف وحده الأسعار!! والسعر إن وجدت اختلف من مكان لمكان لنفس البضاعة وبالتالي لا يسيطر علينا السعر وحده إنما مناخ مبهم في عمليات البيع والشراء يؤثر فيه الغموض والفوضى والانتهازية والجشع وغياب شيء ضروري اسمه حق الزبون!! فبعض البائعين يصرون (البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل)!! ولا أحد يجرؤ سؤالهم لماذا؟! ما هذا الجبروت والتسلط؟! الشركات الأجنبية فقط تعطي الفرص للرد والاستبدال وهذا لا يعود إلى نظام السوق السعودية بل إلى نظام الشركات نفسها في كل فروعها ببلاد العالم. وبعض الباعة يقول: البضاعة (لا ترد وتستبدل خلال 24 ساعة)!! ولو تأخرت ربع ساعة بعذر طردوك!! ولن تجد من تشكو إليه مظلمتك في سوق تقوم على انتهاك الحقوق! في كل بلاد الدنيا المحترمة الزبون لا يعتبر فريسة يجب الانقضاض عليها إلا عندنا!! في كل بلاد الدنيا المحترمة حق الزبون أن يرد وأن يستبدل بلا حرج طالما أن البضاعة قابلة للاستبدال ويعطون لذلك مدة كافية ليس فيها تعجيز أو معاملة تشبه معاملة السجناء عندما يخرجون اضطراريا لمهلة وجيزة تحت الرقابة!! في كل بلاد الدنيا المحترمة القاعدة تقول (الزبون دائما على حق) إلا عندنا!! بمعنى أن الاهتمام بمعرفة الزبون للأسعار غير وارد! والاعتراف بحقه في المعرفة وحقه في الاختيار وحقه في الرد والاستبدال وحقه في المفاضلة.. غير وارد أيضا!! عدا أن بعض المحلات تضع السعر فوق تاريخ الصلاحية ولا تجد من يمنعها عن ذلك! وبهذا أصبح حق السلامة والنجاة غير معترف به في سوق كلها تناقضات وتعديات ثم بعد ذلك لا نناقش غير أن الأسعار نار.. والحقيقة التعاملات كلها في السوق.. ترمي بنا في النار!! يا مجير أجرنا..