يوارى الثرى جثمان الشاعر الأمير خالد بن يزيد بعد الصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض بعد عصر اليوم. الراحل الذي داهمته في ساعة متأخرة البارحة الأولى نوبة قلبية تم نقله للمستشفى ولكنه فارق الحياة. وكان الأمير خالد بن يزيد هادئا في قدومه إلى دنيا الشعر بشكل عام وهادئ في قدومه إلى عالم الأغنية التي قدم لها العديد من الأغنيات التي أحدثت بنجاحها ما يشبه «الضجيج»، أما رحيل الأمير الشاعر خالد بن يزيد فكان أكثر هدوءا من كل ما سبق. وللأمير الشاعر خالد بن يزيد رحمه الله أشعار جاء للموت فيها سير وليس سيرة، ولعل مما يذكر في هذا الخصوص قصيدته التي أطلقها عام 1990 قبل حرب تحرير الكويت «أرواحنا دون أرضنا سور» والتي في مطلعها يقول الراحل إنه يخاف الميتة التي تأتي على الفراش، متمنيا الموت على حدود أرضه قائلا: نخاف موت فراش .. أما الشهادة نسعى لها وقلوبنا افراح وسرور وارتبط خالد بن يزيد مع مشاعر الجميع وهو يكتب الأغنية العاطفية التي سجل في ميادينها الكثير من الإبداع الذي سكن الوجدان، ولعل من أميز المحطات تلك الصورة الغنائية الجميلة بصوت زعيم الأغنية في الكويت عبدالكريم عبدالقادر من موسيقى وألحان محمد شفيق (شافاه الله) والتي كان بيت القصيد فيها قد أحدث صخبا ثقافيا في ساحتي الغناء والأدب الشعبي: حلفت «لا» ما اقولها لك وانا حي الا اذا قلت انسني قلت لك لا، كما أن لخالد بن يزيد مشاركة في أغنيات تعتبر علامات مميزة في مسيرة الكثير من كبار فنانينا، ومن أبرزها ما هو مع الفنان محمد عبده مثل «ليلة خميس» و«أحلى من العقد لباسه» اللتين كانتا نتيجة إبداع ثلاثي الأضلاع ضم فنان العرب وخالد بن يزيد والراحل عمر كدرس، وكانتا علامة من علامات الغناء السعودي عند طرحهما في بداية ومنتصف الثمانينيات الميلادية، وأطلق محمد عبده لأول مرة «ليلة خميس» في برنامج جاسم العثمان، وعبدالله باجسير «تحت الأضواء». ومن القصائد المميزة في مسيرة الراحل تلك التي غناها محمد عبده ولحنها وقدمها بصوته في منتصف الثمانينيات والتي يقول مطلعها «كلمت والصوت مبحوح الحروف»، كما كان للراحل عدد من الأعمال الراسخة في الذاكرة بصوت الفنان طلال مداح، ويأتي في مقدمتها «وعدك متى» التي قدمها طلال في مرحلة عمله مع هاني مهنا في عام 1980 والتي كانت صورتها الغنائية أكثر تميزا «وعدك متى .. الصيف ولى والشتا»، وللأمير خالد تعاونات أخرى مع طلال مداح منها «تعبت يدي» من ألحان طلال، «تعالي .. ياللي نورت الليالي»، و«شط الهدب» من ألحان سامي إحسان. وكان الأمير الراحل قد تعرض لانتكاسات صحية عام 1998، وأجرى عملية جراحية في الولاياتالمتحدةالأمريكية تكللت بالنجاح. ربطت الشاعر الراحل علاقة صداقة وود وعمل مشترك حصد الكثير من النجاح في الأوساط الفنية مع الموسيقار الراحل عمر كدرس كان منها ليلة خميس والدويتو المشترك بين محمد بكر يونس والجزائرية فلة «شغلة غريبة». وكان للفنان عبادي الجوهر نصيب من إبداعات الشاعر الراحل في الكثير من الأعمال الغنائية الأكثر روعة حتى أن الفترة التي جمعتهما معا تعد من أميز الفترات الفنية المشتركة بين شاعر وفنان، ربما جاء ذلك بتفاهم خاص جاء بين الاسمين نتج عنه نجاح كبير في العديد من الأعمال المشتركة ومنها «عندك خبر، ولا مرة، اشره على عيني، ياليل قل لي وينها، هرجلي، ياليل ياساري، يبان الشوق في عين المعذب، تبي تعرف، ياللي تناديلي، وغيرها الكثير من الأغنيات». ولاسم نورة قصة طويلة مع الأمير خالد بن يزيد، فوالدته هي نورة بنت عبدالعزيز بن عبدالرحمن، شقيقة كل من الأمراء بدر، عبدالمجيد، وعبدالإله، وهي التي كتب فيها حينما كانت في رحلة علاجية في دبي: تشرق الشمس وانشدها عن اخبار نوره وتغرب الشمس ما جابت خبر عن خبرها ونورة هي الشقيقة الوحيدة للأمير الراحل، وله أيضا بنفس الاسم ابنة وحيدة ليس لها أشقاء. وتيمنا بوالدته أطلق فنان العرب محمد عبده اسم نورة على ابنته الكبرى، كذلك الراحل عمر كدرس الذي أسمى بناته الثلاث «نورة، نوران، وأنوار» تيمنا بوالدة الأمير الراحل، كما أن الفنان الشاب محمد بكر يونس الذي ارتبط بالشاعر الراحل كثيرا أطلق على ابنته اسم «نورة» تيمنا بوالدة الشاعر، وتأكيدا على مكانتها في حياته يرحمه الله. يشار إلى أن «أبو الفضل» كاتم أسراره الذي يعمل في «سنترال» قصره كان من أكثر المتأثرين برحيله، حينما تحدث أمس ل «عكاظ» عن مزايا وإنسانية الراحل ثم اعتذر عن سرد القصص الخاصة بالأمير متأثرا بحزنه.