صديقي .. إن كنت غريبا على جدة سيدهشك ما يحدث في شارع «حراء»، هذا الشارع الحيوي الذي ابتكر له قانون خاص. ستجد سيارات تقف خلف بعضها البعض، وهذا يحجز سيارة ذاك، وذاك لا يكترث بسيارة الآخر وليس مهما أن يتم تعطيل بعضهم البعض، فشارع حراء له قانون خاص يختلف عن كل قوانين شوارع مدن العالم الخارجي الحيوية. فحجز السيارات بعضها لبعض هو قانون «حراء»، وإن لم يرق لك هذا القانون وحاولت أن تنبه من حجز سيارتك «ولطعك بالرطوبة» أن وقوفه مخالفة مرورية، معتقدا أنه سيقول: «آسف»، فأنت مخطئ. فهو سيقول: «ألا تنظر، الجميع يقف بهذه الطريقة»، إن مضيت بجدلك بأن هذا لا ينفي المخالفة، ستصدمك جملة «أعلى ما في خيلك أركبه». إن قررت ركوب خيلك واتصلت على «999» لتخبره بالأمر، سيخبرك أن عليك الاتصال ب «993» ليتم سحب السيارة المخالفة، بمعنى تقبل الواقع. ولأن الجدل بينك وبين الآخر احتد وطالتك اللعنات مع أنك كنت تنتظر اعتذرا على تعطيلك، تقرر أن تشرب قليلا من الماء لتهدأ، فتأخذك ذاكرتك للشوراع الحيوية في المدن الخارجية، لمعرفة الفروقات بينها وبين «شارع حراء». ستكتشف أن الفروقات بسيطة جدا، 3 رجال مرور خلال ال 24 ساعة يمرون بتلك الشوارع يحملون دفتر المخالفات، كل سيارة تقف بطريقة خاطئة يسجل لها مخالفة ويوضع نسخة من المخالفة على زجاج السيارة. مع الوقت ومع تكرار العملية لم يعد يقف أحد بطريقة خاطئة في الشوراع، ولا هو رجل المرور أصبح يستخدم دفتر المخالفات إلا نادرا. حين تكتشف هذه الفروقات البسيطة جدا، ستتساءل: لماذا لا يحدث هذا هنا؟ سيرد عليك الصدى: ربما رجل المرور خارج الدوام يفعل كما يفعل الجميع، فأصبح قانون شارع «حراء» عادة يمارسها الجميع. يقولون: إن العادات من الصعب تغييرها، وهذا ليس صحيحا دائما، فبعض العادات تحتاج ل 3 رجال مرور وسيختفي قانون شارع «حراء» وإلى الأبد، ويصبح مثل الشوارع الحيوية في المدن الخارجية، وهذا أمر ربما سيئ لأنه سيفقدنا متعة خصوصيتنا. التوقيع: صديقك [email protected]