تعالت الأصوات المطالبة لتسريع وتيرة العمل في مشاريع محافظة جدة المتعثرة التي تسبب تأخير إنجازها في زيادة حدة الاختناقات المرورية وتكدس الحركة في أجزاء من المدينة، إضافة لما ألحقته من ضرر لمزاولي الأنشطة التجارية وذوي المصالح العامة. وتمكنت الأمانة خلال الشهرين الماضيين من حصر المشاريع المتعثرة، وسخرت إمكانياتها لإنهائها بشكل عاجل، للوصول إلى النتائج المرجوة المتمثلة في حل الاختناقات المرورية وتسهيل الحركة، إضافة لتوفير النواحي الخدمية التي يحتاجها المواطن. وشملت أبرز المشاريع المتعثرة، تقاطع طريق الملك فهد مع شارع فلسطين، الذي بدأت الأمانة إجراءات تعديل الأخطاء الفنية التي أدت لتعثره قرابة الأعوام الثلاثة ويتوقع الانتهاء منه في غضون الأسابيع المقبلة، ومن أبرز المشاريع المتعثرة التي أحصتها الأمانة عدم اكتمال مشروع تقاطع طريق الأمير ماجد مع تقاطع شارع حراء. وأكد مجاورون للمتعثرة أن عدم استكمال المشاريع كبدهم خسائر مادية كبيرة، لا سيما المحال التجارية المجاورة للمشروع، مشيرين إلى أن الأمانة لم تعمل على تمهيد الطرق واستكمالها وتجهيز الميادين والجزر الوسطية، مما قلل الحركة المرورية بشكل كبير وبالتالي فقدت المنطقة قيمتها التجارية. وذكر كل من مهدي العمري، محمد باشا، فلاح الحربي، عبدالهادي الشهري أن عدم استكمال المشروع دفعهم إلى ترك محالهم التجارية، رغم أنها مصدر الرزق الوحيد، مطالبين الأمانة بضرورة العمل على استكمال مشاريعها في أسرع وقت ممكن ليتسنى لهم العودة لمزاولة الأنشطة. ويعد مشروع السوق المركزية للفواكه والخضراوات، أحد أهم المشاريع الحيوية التي ينتظر سكان المدينة تدشينه ونقل السوق القديمة إليه، لا سيما أن لذلك انعكاسات إيجابية كبيرة -حسب وصف السكان- أبرزها حماية السكان المجاورين حاليا للسوق القديمة من عمليات التلوث جراء النفايات المتراكمة والبعوض والحشرات الضارة، إضافة لتهيئة الجو المناسب للتسوق ف موقع تتوفر فيه الخدمات التي يفتقر لها الموقع الحالي. بدوره، قدم المجلس البلدي جهودا ملموسة خلال الأشهر الماضية في سبيل افتتاح السوق الجديدة ونقل حركة بيع وشراء الفاكهة والخضراوات إلى موقعها الجديد، مع ضرورة العمل على اتخاذ تدابير لازمة تضمن معالجة التلوث البيئي من خلال إنشاء مختبرات ذات مواصفات عالية تعمل على فحص الفاكهة والخضراوات التي يتم توريدها إلى السوق منعا لحدوث ملوثات قد تضر بصحة الإنسان. وتوقعت مصادر أن تعمل الأمانة من خلال تعاونها مع المجلس البلدي على افتتاح السوق الجديدة خلال الأشهر المقبلة بعد الانتهاء من الإجراءات النظامية والإدارية في هذا الشأن. وتعمل أمانة جدة حاليا ومن خلال عدد من المقاولين على تنفيذ ستة مشاريع حيوية في أجراء متفرقة من المدينة بقيمة تصل إلى أكثر من 650 مليون ريال، الهدف من إنشائها تحرير الحركة المرورية أمام المركبات، لا سيما في ظل الازدحام المتزايد الذي تشهده المدينة بشكل مستمر. وتركزت المشاريع في أحياء ومواقع حيوية؛ أبرزها مشروع تقاطع طريق المدينة مع شارع صاري، ويجري العمل حاليا على تنفيذه، ومن المتوقع أن يتم إنجاز المشروع خلال 282 يوما، بالإضافة إلى مشروع تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع فلسطين، ويتوقع الانتهاء منه خلال 150 يوما، مشروع تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع باخشب، ويجري العمل على الانتهاء منه في غضون 136 يوما، مشروع تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق الملك عبدالله، سيتم الانتهاء من تنفيذه بعد 121 يوما، مشروع جسر ونفق تقاطع شارع الأمير ماجد مع التحلية، يعمل المقاول حاليا على استكمال المراحل النهائية منه ومن المتوقع تسليمه بعد 42 يوما، ومشروع تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع صاري الذي سيدشن بعد 14 يوما. ويتطلع أهالي جدة إلى اتخاذ إجراءات أكثر حزما من قبل الأمانة تجاه المقاولين الذين يعملون على تنفيذ المشاريع الخاصة بالبنية التحتية للمدينة وعدم التهاون مع أي مقاول يؤخر تنفيذ مشاريع المحافظة الحيوية التي طال انتظار السكان لنتائجها. وطالب المواطنون شركة المياه الوطنية بمضاعفة جهودها للانتهاء من تنفيذ مشاريع الصرف الصحي، التي بدأ تنفيذها منذ سبعة أعوام، دون أن تلوح في الأفق بوادر انتهاء رغم الحاجة الملحة لها كخدمة أساسية ضمن خدمات البنية التحتية لأية مدينة في العالم، وتؤكد الشركة أنها ستعمل على تنفيذ مشروع محطة المعالجة الثلاثية جنوبي جدة في غضون الأشهر المقبلة بعد الانتهاء من تنفيذ معظم أجزائها، حيث ستعمل على معالجة أكثر من 250 ألف متر مربع من مياه الصرف الصحي، إضافة لدورها في معالجة الحمأة الناتجة عن المعالجة، واستخدمت فيها -حسب مصادر في الشركة- تقنيات متطورة، بهدف المحافظة على البيئة من التلوث، وتقدر القيمة المادية لمشروع المحطة 250 مليون ريال، وفيما يتعلق بمشاريع خطوط الخدمة المنزلية، أوضحت الشركة أنها ستعمل مطلع العام المقبل على البدء في توصيل الخدمة إلى المنازل بعد الانتهاء من تنفيذ مشاريع الخطوط الرئيسية والوسطى.