الحمد لله على سلامة سهام الغامدي، المحررة في الرياض التي كادت قبل أيام أن تكون وجبة شهية لعدد من الأسود، أثناء تأديتها عملها الصحفي في نقل أخبار بعض البرامج الترفيهية المقدمة في الثمامة، وكان من ضمنها عرض لبعض الحيوانات المفترسة، إلا أن المدرب لم يتمكن من السيطرة على حيواناته، ولم تكن هناك حواجز أمنية تحول دون قفز الحيوانات خارج ساحة العرض، فأفلتت الحيوانات من مسارها وانطلقت لتهاجم الحضور فكانت سهام الضحية. أي فاجعة تلك! أن تجد نفسك على حين غرة مهاجما بعدد من الأسود تتراكض نحوك لتنهشك! كلما تخيلت موقف سهام في تلك اللحظات، زاد إحساسي بمقدار الصدمة النفسية التي تعرضت لها!! الحمد لله أن سهام نجت من مخالب وأنياب تلك الحيوانات المفترسة، ولكن ماذا عن وضعها النفسي؟ وأي علاج يمكنه أن يغسل من روحها ما علق بها من فاجعة ورعب!! ترى من المسؤول عن وقوع هذه الحادثة المفزعة؟ هل هي مسؤولية أصحاب المنتزه الذين لم يوفروا سبل الأمن الضامنة لسلامة المتفرجين؟ أم هي مسؤولية أولئك الذين أعطوهم الترخيص من غير أن يتأكدوا من ضمانات السلامة والأمن للجمهور؟ في معظم حالات الضرر التي تصيب الناس عن طريق الأعمال التجارية، كحالات التسمم الغذائي أو وقوع الإصابات في مدن الألعاب الترفيهية أو غير ذلك، أجد أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على المسؤولين عن المراقبة وإعطاء التصاريح. فنحن لا نستطيع أن نعتمد على الضمائر أو على التقوى أو يقظة الجوانب الإنسانية في نفوس أصحاب تلك الأعمال، هي جوانب أخلاقية لا يضمن وجودها لدى كل أحد، ويبقى الاعتماد الرئيسي على الرقابة والمتابعة والمحاسبة، فأصحاب المحلات التجارية لن يبذلوا جهدا في توفير سبل السلامة الكافية ما لم يدركوا أن هناك من يراقبهم ويحاسبهم. من حق سهام أن تطالب بتعويض مادي كبير جراء ما تعرضت له من خطر وما حدث لها من رعب وإيذاء نفسي، من حق الجمهور أن يطالب بمحاسبة ومعاقبة الجهة المسؤولة عن المراقبة والمتابعة لتلك الأماكن، فقد تسبب إهمالها وتقصيرها في وقوع حادثة خطيرة كادت أن تكون كارثة لولا لطف الله. إن الناس في حاجة إلى أن يطمئنوا على أنفسهم وعلى أطفالهم، فالذهاب إلى الأماكن الترفيهية، سواء كانت مدينة ألعاب أو سيركا أو حديقة حيوانات أو مسرحا أو مطعما أو غيرها، يتوقع أن يكون حدثا جالبا للسرور والابتهاج، لا أن يكون شركا للتعرض للحوادث المميتة والخطرة. وهنا يمكن لنا التساؤل، ماذا يفعل المواطن الذي آمن بتشجيع السياحة المحلية فقرر قضاء إجازته في الداخل؟ أين يذهب بأطفاله؟ وماذا يقدم لهم من الترفيه متى أضحى الرعب من الحوادث المفزعة هو المهيمن على حواسه؟ فاكس 4555382-1