أدى اكتشاف خام الفوسفات في منطقة حزم الجلاميد (90) كيلو غرب مدينة عرعر إلى استعادة النشاط الاقتصادي لمنطقة الحدود الشمالية التي تتنوع إمكاناتها الاقتصادية، وتتربع المنطقة على كميات مقدرة من الفوسفات تقدر ب 534طنا، ومن المتوقع أن تنشأ مع أعمال التصنيع بنية اقتصادية واجتماعية وسكانية في المنطقة التي تعاني ركودا اقتصاديا وأعدادا متزايدة من الباحثين عن العمل. سكان الحدود الشمالية يتطلعون إلى شراكة حقيقية مع شركة معادن الفوسفات والتي بدأت إنتاجها واستغلال الموقع. وتكمن الطلبات في إنشاء مصانع إضافية في المنطقة والبدء في التوظيف الجاد وتعزيز دور الشركة اجتماعياً .. ووفقاً للجدوى الاقتصادية يهدف مشروع فوسفات الجلاميد إلى استغلال احتياطات الفوسفات لإنتاج سماد الأمونيوم المطلوبة في الأسواق الدولية، بسبب قلة المعروض، وتتولى شركة سابك عمليات التسويق لمنتجات معادن الفوسفات بعد أن دخلت شريكاً في مشروع الجلاميد، كما أن المشروع بصدد إنتاج كميات من الامونيا وحامض الفوسفوريك لتصديرها أو بيعها محليا. ويحتوي منجم فوسفات الجلاميد على احتياطات بنحو 534 مليون طن وتبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة قريبا من 5 ملايين طن سنوياً من مركز الفوسفات الجامد من أصل كميات الخام الداخلة للمصنع والبالغة 11,6 مليون طن سنوياً ، وفي العشرين سنة الأولى تهدف شركة معادن الفوسفات لاستخراج 223 مليون طن وإيصالها عبر سكة الحديد والتي تم تجربتها بنجاح حيث تم شحن أولى كميات الفوسفات لمصنع الشركة في رأس الزور، إلا أن الملاحظ أن السيارات الكبيرة والشاحنات مازالت تتكفل بعملية النقل من حزم الجلاميد إلى رأس الزور وهو ما يشير إلى عدم تشغيل قطار الجلاميد فعلياً. ويتجاوز العاملون في المشروع 300 عامل وموظف، علاوة على الموظفين المقاولين، ويعاني الموظفون غياب البنية التحتية الاجتماعية وحتى المعيشية، بسبب غياب الخدمات الترفيهية والأساسية والمسافة التي يقطعونها من مساكنهم من عرعر وطريف كل صباح، وتتيح الشركة سكنا للعزاب فقط بالقرب من المبنى الإداري. فيما يتطلع أهالي الحدود الشمالية لأن تكون شركة معادن الفوسفات ومعادن الأم صاحبة رد جميل للمنطقة والمساهمة في توظيف القوى العاملة من أبناء المنطقة، ويرى محمد العنزي أن شركة معادن الفوسفات لا تدعم النشاط الاجتماعي الخيري للمنطقة، حتى إن مصنعها غير مفتوح أمام الوفود الطلابية، متمنيا أن تكون الشركة مثل ارامكو التي أنشأت مراكز سكانية واجتماعية وحضارية في اغلب مناطق المملكة التي تحصل على امتياز العمل فيها. من جانبه استغرب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة الحدود الشمالية ثاني بن بطي العنزي تجاهل صندوق الاستثمارات العامة لربط مدينة عرعر بشبكة النقل، وتحديدا القطار، وهو ما أيده أيضا أمين عام الغرفة د. متعب بن مزعل السراح، خصوصا أن مدينة عرعر لا تبعد أكثر من 95 كيلا عن اقرب نقطة لسكة نقل الفوسفات التي يبلغ طولها 2400 كم وتتكون من خطين رئيسيين هما خط التعدين وخط الركاب والشحن العام، لا سيما بعد صدور الأمر الملكي بربط مناجم الفوسفات القريبة من عرعر بموانئ التصدير بالمنطقة الشرقية ومرورها بالدمام والجبيل، وأضاف أن شركة سار تعتزم بناء ست محطات ركاب وبضائع موزعة على مدن ومحافظات المملكة وتناست منطقة حزم الجلاميد، معربا عن أمله من رئيس الشركة رميح الرميح إنشاء محطة سابعة في الجلاميد وعرعر لربط منطقة الحدود الشمالية بمنظومة اقتصادية اجتماعية تخدم المنطقة مستقبلا.