يشكو مركز المعظم التابع لمدينة تبوك من افتقار الخدمات الأساسية ولا يوجد حتى مركز صحي واحد أو مركز لإسعاف الهلال الأحمر، أما الكهرباء وإنارة الشوارع ومدارس للمرحلة المتوسط والثانوي فحدث ولا حرج، مركز المعظم ليس أحسن حالا من مراكز تبوك الأخرى فما ينطبق عليهم ينطبق عليه.. «عكاظ» من خلال هذا التحقيق تسلط الضوء على معاناة أهالي المعظم وتنقل بالصورة والقلم تلك المعاناة، وفيما يلي التفاصيل: قصور في الخدمات وعبر ل«عكاظ» عدد من الأهالي عن استيائهم من قصور أداء الجهات، رغم مطالباتهم المتكررة التي قالوا إنهم لن يلموها حتى تتوفر لديهم الخدمات الأساسية، مشيرين إلى أهمية المركز الصحي ومركز الإسعاف وحاجة المعظم الماسة لهما، إلى جانب المدارس المتوسطة والثانوية. وطالب كل من عبدالله حماد وبدر سلامة ومحمد الخضري وآخرين بضرورة إيصال الكهرباء لمنازلهم، مشيرين إلى أنهم يملكون أراضي وشيدوا عليها منازلهم منذ فترة، إلا أنه لم تصلها الكهرباء، إلى جانب عدم سفلتة الشوارع الداخلية والتي بقيت لفترة طويلة غير معبدة ودون أن تهتم أمانة المنطقة بإجراء السفلتة لها. وقالوا إن القرية غير مسفلتة، كما أنه ما زالت في داخلها أراض فضاء كثيرة، وعند اندلاع أية عاصفة ينطلق غبار كثيف يدخل إلى المنازل وتبدأ بعده معاناة الأطفال مع حساسية الصدر ومراجعة مستشفيات تبوك. لا يوجد مركز صحي وبالنظر للقرية (المعظم) نجدها تبعد عن مستشفيات تبوك 150 كيلو ولا يوجد مركز صحي قريب لها، ما يضطر بعض الأهالي للسفر لمدينة تبوك. وتابع حماد وسلامة والخضري وآخرون حديثهم ل «عكاظ» قائلين: بعد افتتاح طريق المعظم المؤ دي لمحافظة العلا والمدينة المنورة أصبح أهالي القرية عابرين رئيسين لهذا الطريق وبشكل يومي بالرغم من هذا الطريق مزدحم للغاية، حيث تسير عليه جميع المركبات الصغيرة والكبيرة وخاصة حافلات المعتمرين والحجاج كونه قريبا جدا للمدينة المنورة بفارق أكثر 190 كيلو من الطريق الأساسي وعلى الرغم من أن هذا الطريق زراعي إلا أن المسافر يسلكه دائما وذلك لقصر مسافته. منطقة أثرية واعتبر المواطنان مرزوق البلوي وعودة الخضري، مركز المعظم منطقة أثرية، لافتين إلى أنه توجد به قلعة المعظم منذ العصر العباسي، إلى جانب طريق السكة الحديد منذ العهد العثماني والذي يمتد من تركيا إلى الحجاز، وقالا إن مرتادي المواقع الأثرية كثيرون خاصة عبر المعظم أو مدائن صالح واشتكوا في هذا الخصوص من عدم وجود دوريات لأمن الطرق؛ وذلك للحفاظ على سلامة الطريق وتسهيل مهمة سفر السياح والزوار الأجانب. لا متوسط ولا ثانوي وعبر عدد من أهالي المعظم عن معاناتهم مع شركات الجوال والهاتف الثابت، مشيرين إلى أنهم لا ينعمون إلا ب «هواتف الإسقاط»، كما أنهم محرومون من الاستفادة من خدمة الإنترنت التي انتشرت في شتى المناطق ووصفوا المدارس بأنها مكتظة ولا يختلف وضع مدارس البنين عن البنات، حيث ما زال الدارسون يعانون من عدم وجود مرحلة دراسية للمتوسط والثانوي، مبينين أن الأهالي رفعوا في هذا الخصوص طلبا إلى إدارة التربية والتعليم لإنشاء مبان لمدرسة البنات وآخر لمدرسة البنين من أجل افتتاح مرحلة المتوسطة والثانوية وحتى يسهل عليهم مواصلة تعليم أبناء المركز والقرى المجارة له من الطالبات والطلاب، بدلا من أن يتنقلوا إلى مدارس بعيدة في المناطق المجاورة. منعطفات الطريق وناشد الأهالي الجهات المختصة إعادة النظر في منعطفات الطريق والذي وصفوها بالخطيرة جدا، مطالبين الجهة المشرفة على الطريق الإسراع في تعديله حفاظا على سلامة مرتاديه. وقال عدد من المعلمين والمعلمات إنهم يرتادون طريق مركز المعظم طوال أيام الأسبوع ذهابا وإيابا وأن البعض منهم يعبر لمركز «البريكة» الذي يقع بعد المعظم، وأنه كذلك في حاجة ماسة للخدمات الأساسية من صحة وكهرباء ومدارس من أجل تقديمهم للأعمال التربوية التي تساعدهم في إيصالها للطلاب بشكل جيد وغرس المعرفة لديه وصقل موهبته في عمل تمارين إثرائية لرفع القدرات الذهنية عند الطالب. وناشدوا في هذا الخصوص وزارة التربية توفير المدارس واحتياجاتها أسوة بمدارس المنطقة، مشيدين بحرص وزارة التربية والتعليم دائما على مصلحة الطالب. وطالبوا بلدية العلا بإعادة النظر في تخطيط مركز البريكة، خاصة بعد افتتاح طريق المعظم والذي أصبح يؤدي للمدينة المنورة، وطالبوا بمنع البناء العشوائي عليه. اعتراف بالقصور واعترف رئيس شرطة المعظم عبدالله منصور البلوي، بوجود قصور في تقديم الخدمات الأساسية في مركز المعظم من قبل الجهات المختصة، مشيرا إلى أنه وعند وقوع أي حادث فإنه لا توجد لديهم أي وسيلة إسعاف لنقل المصاب، وقال «نضطر إلى إيقاف المواطنين والطلب منهم تقديم يد المساعدة في نقل المصاب إلى المستشفى وذلك لعدم وجود مركز صحي أو مركز إسعاف، حيث نقوم بنقل المصاب أو المريض إلى تبوك أو العلا حسب اتجاه سير المسافر ولا نعرف أن المصاب إصابته خطيرة أو غير ذلك، ويكون همنا فقط إيصاله لأقرب مستشفى»، مبينا أن المركز فيه كثافة سكان عاليه، وأن الطريق في حاجة إلى إعادة هيكلة لوجود منعطفات خطيرة جدا وتكثر فيها الحوادث.