أكثر من 26 مهرجانا سياحيا تتضمن مئات الفعاليات الترفيهية والثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية والتراثية أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع مجالس التنمية السياحية واللجان المنظمة في مختلف المناطق، ما يعكس غنى التنوع السياحي في المملكة، ويشجع المواطن على السياحة الداخلية، والتي أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن التحدي الأكبر الذي تواجهه هو ما تعانيه من نقص وضعف في الخدمات، ولا سيما خدمات النقل واستراحات الطرق. في جدة المعروفة بمهرجانها الأشهر «جدة غير»، قال متنزهون إن المراكز التجارية والمدن الترفيهية والشاليهات والاستراحات تمثل الخيار المفضل لمرتادي جدة هذه الأيام تزامنا مع الإجازة الصيفية؛ كونها مغلقة ومكيفة، في حين أن بعض مدن الملاهي تعاني بسبب حرارة الصيف والرطوبة في الفترة المسائية، وهو ما يدفع الزوار باتجاه البحر والكورنيش للاستمتاع بالألعاب البحرية المتنوعة رغم شكاوى البعض من ارتفاع رسومها. مهرجان طيبة وفي المدينةالمنورة، انطلق مهرجان صيف «طيبة 32» وسط انتقاد من زوار ومصطافي المدينةالمنورة لتنظيمه في حديقة الملك فهد المركزية؛ كون طريق الهجرة المؤدي إليها يفتقر للوحات الإرشادية الموصلة إلى الحديقة، ماتسبب في انخفاض عدد مرتادي البرامج والأنشطة الصيفية، خاصة أن الزوار من خارج المنطقة يحتاجون إلى السؤال أكثر من مرة للوصول إلى الموقع المحدد. وبالرغم من الافتتاح المميز الذي شرفه أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد وشاركت فيه عدد من الفرق الشعبية في المدينةالمنورة، إلا أن هناك عزوفا عن معظم الفعاليات المقامة في محيط الحديقة، بالإضافة إلى غياب واضح لكثير من الإدارات الحكومية في المشاركة في هذا المهرجان خلافا للمهرجانات السابقة، فضلا عن غياب الفعاليات المخصصة للأطفال وقدم وتقليدية الألعاب المخصصة لهم، وهو ما أكده أحد المسؤولين عن برامج صيف المدينة الذي أشار إلى غياب التنظيم وعشوائية الفعاليات، لافتا إلى أن الحديقة المركزية تم استهلاكها بشكل كبير من مختلف الإدارات الحكومية والمتنزهين على مدار العام، ماجعل أشجارها بحاجة إلى القص والتشذيب. عروس المصايف وفي الطائف، أبدى عدد من زوار عروس المصايف انزعاجهم من ضجيج الآليات وتزامن عمليات صيانة وسفلتة الشوارع في المدينة مع موسم الصيف، وتوافد عشرات الآلاف من السواح من داخل المملكة ودول الخليج، منتقدين تقليدية مهرجان حفل الافتتاح الذي ارتكز على فقرات معتادة باتت محل سخرية المصطافين، واعتبروا أن القائمين على المهرجان يفتقرون لروح التجديد والتطوير، ذلك أن فعاليات المهرجان وأنشطته ظلت تتكرر منذ صيف الطائف الأول، حتى أن أحد المنظمين للحفل (تحتفظ «عكاظ» باسمه) علق أن من يشرفون على تلك الفعاليات هم أنفسهم لم يتغيروا منذ سنوات ولا جديد لديهم ويكفي ما يقدمونه، بل إن برامج الفعاليات تطبع في كل عام مع تغير طفيف يكاد لا يذكر، أو استبدال فعالية بأخرى، إلا أن المتحدث الرسمي لأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم أكد حرص الأمانة بكافة قطاعاتها على راحة زوار الطائف، ونفى تعمد الأمانة تنفيذ المشاريع في الصيف فقط، مؤكدا أن جميع المشروعات البلدية يجري تنفيذها على مدار العام، ولا توجد أي موانع للاستمرار في تنفيذ المشروعات التنموية والتطويرية في الصيف وغيره. منتزه السودة وفي عسير، يقبل السياح على العديد من المنتزهات التي تقوم على إنشائها شركة متخصصة في أعمال الإنشاء والسياحة والفندقة على منتزه السودة السياحي كأول منتزه وطني على مستوى المملكة يبرز تراث وثقافة المنطقة ولما يتمتع به من ميزات سياحية، فبينما تكاد تذوب بقية أجزاء المملكة في درجة حرارة تبلغ 49 درجة، تبدأ درجة حرارة منتزه السودة في الانخفاض منتصف النهار من 29 إلى 15 درجة بقية النهار وخلال الليل. يقول سعيد عسيري (أحد المهتمين بالسياحة) سودة عسير سماؤها المطر وثوبها الشجر، أرض تحتضن السحاب وأناس عنوانهم الكرم، وهي من أجمل مناطق السياحة في العالم العربي إن لم تكن الأجمل فعلا، تنبه وتنبأ بمستقبلها الأمير خالد الفيصل، وجعل منها عنوانا للسياحة داخليا ودوليا، إضافة للاهتمام الذي يوليه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد للارتقاء بمنتجعات عسير السياحية، وعلى أبناء المنطقة والسودة خصوصا أن يبقوا على طبيعة المباني والحقول الزراعية كما هي دون تدخل لأي ابتكار حديث أو خدش لتلك الطبيعة، على أمل أن يتم طرح الغابات على مستثمرين قادرين على المحافظة على تلك المقومات السياحية. ومن المنتزهات التابعة لمنتزه السودة منتزه السحاب بإطلالته الجميلة على تهامة غربا والقرى المحيطة شرقا، ويبعد عن أبها نحو 15 كلم غرب قرية السقا على الطريق المتفرع عن طريق السودة، وهو كغيره من المنتزهات الأخرى حظي بالعديد من الخدمات التي يحتاجها مرتادوه. صيف تبوك وفي تبوك، قال عدد من زوار المنطقة إن موقع المهرجان لا يتناسب وحجم ومكانة مهرجان صيف تبوك، كون أن من قام باختيار الموقع من قبل الهيئة العليا للسياحة وأمانة المنطقة لم يدرك بأن الموقع مهجور منذ فترة طويلة، خلاف الأرضية التي تقوم عليها أرض المهرجان هي أرض صحراوية تتسخ ملابس الزوار بها، بالإضافة إلى قيام عمال أمانة المنطقة برش المياه داخل موقع المهرجان، ما تسبب في تجمع المياه بداخلها وأحداث تجمعات طينية. واستغرب زوار المهرجان من الهيئة العليا للسياحة بعدم نقل الفقرات والفعاليات إلى الأماكن التراثية في المنطقة مثل السكة الحديد، قلعة تبوك، والحدائق داخل الأحياء السكنية التي انتهت منها الأمانة مؤخرا. فعاليات القصيم وفي منطقة القصيم، أظهر استطلاع «عكاظ» عن مستوى الفعاليات المقدمة للشباب في صيف 32 بريدة ومدى رضاهم عنها أن ما نسبته 62.6 في المائة غير راضين عن الفعاليات المقدمة ولا تليق بمهرجان بريدة الذي حقق في الأعوام السابقة حضورا لافتا، بالإضافة إلى الفعاليات المتنوعة والمميزة والشاملة لكافة شرائح المجتمع وبمختلف الفئات السنية، حيث لبى احتياجات الزوار من خلال الترفيه والتسلية. ورأى 27.4 في المائة أن الفعاليات المقدمة مغايرة عن الأعوام السابقة، فيما رأى 10 في المائة أن الفعاليات المقدمة عادية ولا جديد فيها، بل أشبه ما تكون بفعاليات «المراكز الصيفية». الشرقية 32 وفي المنطقة الشرقية، لم يكن مهرجان صيف الشرقية 32 على المستوى الذي تطلع إليه الزوار، وذلك إذا ما قورن بفعاليات الصيف خلال العام الماضي الذي شهد الكثير من الفعاليات المهمة والألعاب الترويحية والأسواق والمهرجانات والأمسيات الشعرية وتوزيع الجوائز القيمة على الحضور وغيرها من الفعاليات التي نالت استحسان المصطافين، فيما بدا أن الشركة المنظمة للمهرجان هذا العام أخفقت في تنظيم المهرجان وتلبية تطلعات الزوار من حيث إقامة البرامج والفعاليات والمناشط في وقتها المحدد.