ما أن تحل إجازة الصيف السنوية إلا وتتسابق الكثير من الجمعيات الخيرية في المملكة إلى الإعلان عن مواعيد حفلات الزواج الجماعية التي تقيمها بحضور أمراء المناطق أو المحافظين، وتكون هذه الجمعيات مدعومة من رجال الأعمال لهذه المناسبة بهدف تقديم العون والمساعدة للشباب المشتركين في مثل هذا النوع من حفلات الزواج والتي يعتبر الهدف الرئيس لها هو القضاء على التكاليف المادية الكبيرة التي يتكبدها العرسان.. وطالما كان الحديث في سياق مناسبات الزواج الجماعي فلا يمكن أن تجاهل الدور للجمعيات الخيرية التي تبذل الكثير من الجهد والمال لمساندة ودعم عدد كبير من رجال الأعمال والميسورين في بلادنا لإدخال الفرحة والبهجة على هؤلاء الشباب ومساعدتهم على إكمال نصف دينهم في ظل ارتفاع التكاليف المادية لجميع جوانب الحياة في الوقت الحاضر.. «عكاظ» ترصد في هذا التحقيق بعضا من الجوانب المخفية عن الكثير من الناس عن مناسبات الزواج الجماعي، كما نورد بعض الآراء المتباينة في هذا الخصوص. معظم العرسان من الذين يتزوجون زواجا جماعيا ويكونون من ضمن العرسان في أغلب حفلات الزواج الجماعي للجمعيات الخيرية، هم بلا عرايس في ليلة العمر بالرغم من أنه لابد لمن يرغب في الحصول على المساعدة المادية والعينية أن يحضر فعلا وحقيقة كعريس في ليلة عرسه، حيث يتوجب عليه أن يكون في هذه المناسبة بكامل لبسه وأناقته وكثير منهم ينفذ ذلك كما طلب منه وكأنه في ليلة الفرح الحقيقي، الأمر الذي أوقع الكثير من العرسان في إشكالية كبيرة، كون الفرح في هذه الليلة صوريا وليس حقيقيا غير أن الحاجة للدعم في إكمال المهور أو تأثيث منزل الحياةالجديدة يلزم الكثيرين منهم على الحضور والمشاركة. القبائل والعوائل في العشر سنوات الأخيرة وبعد أن وقفت العوائق المالية وارتفاع المهور حجر عثرة أمام كثير من الشباب في إكمال نصف دينهم، قررت بعض القبائل والعوائل في المملكة إقامة مناسبات جماعية خاصة بشبابهم بدعم مباشر من أفراد تلك القبائل والعوائل وليلة الزواج الجماعي لديها تتشابه إلى حد كبير مع تلك التي تقيمها الجمعيات والجهات الخيرية من حيث تحديد الوقت الزمني والإعلان عنه وتكريم العرسان وتقديم الهدايا لهم، غير أن الفارق الوحيد والمهم للغاية هو أن العرسان يحتفلون بليلة العمر بشكل حقيقي، حيث يصطحب كل منهم عروسته من قاعات الفرح إلى بداية فصل جديد من حياتهم وهذا الأمر رغم صعوبة تنظيمه كون أن بعض القبائل والعوائل يشارك في حفل زواجها الجماعي أكثر من ألف شاب وفتاة يجتمعون في ليلة واحدة وفي قاعة فرح واحدة، إلا أنها استطاعت التغلب على عوائق التنظيم بتشكيل لجان رجالية ونسويه ساهمت في النجاح الباهر لهذه المناسبة، ووفرت بالفعل الكثير من الجهد والمال على أفراد تلك القبائل والعوائل بمشاركة أبنائهم وبناتهم فرحتهم في ليلة واحده من العام. وجهات نظر الشاب سلطان الماجد من مدينة الرياض قال ل «عكاظ»: أنا ضد فكرة الزيجات الجماعية وفي ذات الوقت مع دعم الشباب الراغبين في الزواج من الجمعيات الخيرية، ويضيف الماجد أنه وبحسبة بسيطة فإن تكاليف الاحتفال بليلة الزواج الجماعية أكثر تكلفة، معربا عن استغرابه أن كثيرا من الجمعيات تملي شروطها على الراغبين في المساعدة في الوقت الذي تستطيع دعمهم ماليا ومعنويا بعيدا عن بهرجة الإعلام. وعلى العكس من وجهة نظر الشاب الماجد تماما. رأي الجمعيات وأوضح ل «عكاظ» الأستاذ حيدر أحمد المنسق الإعلامي للجمعية الخيرية للمساعدة على الزواج والرعاية الأسرية بمحافظة الطائف، أن الجمعية التي احتفلت البارحة الأولى بحفل زواجها الجماعي السادس بمشاركة 300 عريس وعروس، تشعر بسعادة غامرة وهي تسهم في بداية حياة جديدة لهؤلاء الشباب عبر تقديم العون المادي والعيني والمعنوي لهم، مستمدين العون في ذلك من الله تعالى ثم من رجال الأعمال وأهل البر والإحسان في هذه البلاد. وعن ربط الجمعية تقديم المساعدة للراغبين بحضور حفلة الزواج الجماعي، أوضح حيدر أن من أهم الشروط ألا يكون المشارك قد أقام حفلة زواجه مسبقا، أما بعد حضوره الحفل وحصوله على الدعم المادي والعيني المخصص له فيمكنه إقامة حفل زواجه بين أسرته وأقاربه بالطريقة التي يرغب فيها الشاب، مشيرا إلى أنهم لا يمكنهم فرض طريقة معينة لفرحه بقدر ما يحرصون على حضور الحفل الجماعي كإجراء تنظيمي وفرصة للتعارف بين العرسان.. وعن طبيعة الدعم المقدم لهم أوضح حيدر أن كل عريس يحصل على مبلغ 5000 ريال وأثاث منزلي متكامل. لجنة للتأثيث ومن جهة أخرى، كشف فهد شبيب المقاطي مدير الجمعية البر الخيرية بعشيرة شمال الطائف أن الجمعية تقدم معونات كبيرة لمساعدة الشباب على الزواج دون إقامة حفل زواج جماعي، مبينا أن هناك صعوبة كبيرة في إقامته كون أن كل عريس يرغب في إقامة حفل زواجه بين أفراد جماعته بطرق مختلفة. وأضاف: هناك صعوبة كبيرة أن يعيش الشاب المقبل على الزواج فرحة ليلة العمر مرتين. وأوضح المقاطي أن جمعيتهم أوجدت حسابا بنكيا خاصا بمن يرغبون بمساعدة الشباب على الزواج لتقدم لهم من خلاله مساعداتها الكبيرة والمتمثلة في مبلغ عشرة آلاف ريال لكل شاب مقبل على الزواج، إلى جانب تأثيث منزل لمن يثبت حاجتهم الفعلية للمساعدة مستعينة في ذلك بلجنة تم تشكيلها في الجمعية لهذا العرض.