بعيدا عن تفاصيل الثورات الجارية في بعض الدول العربية، هناك فئة مغلوبة على أمرها وهي فئة الأطفال الذين استيقظوا على أصوات المظاهرات، واصطحبهم بعض المتظاهرين معهم إلى داخل الميدان بحجة تعليمهم الحرية وحقوق الإنسان. لكنهم نسوا أنهم بتصرفهم هذا انتزعوا من داخلهم الأمن والأمان، وعرضوهم لمشاهد حية من العنف والخوف والقتل والدماء. فمن يشعر بهؤلاء الأطفال الذين اغتيلت براءتهم؟ من يراعي قلوبهم ونفوسهم ومشاعرهم؟ من يشفق عليهم من مشاهدة المناظر المخيفة سواء على الطبيعة أوفي شاشات التلفاز. لقد أصبح الأطفال في كل يوم ينامون ويستيقظون عليها، حتى أحلامهم أصبحت مليئة بكوابيس الصراع والفتن. وحتى قلوبهم الرحيمة تغيرت وأصبحت قاسية وعنيفة. وحتى ألعابهم البريئة تحطمت واستبدلوها بألعاب حربية عنيفة. لماذا نحرمهم من طفولتهم ونجبرهم على العيش في قسوة الأزمات؟ لقد قسونا على الأطفال. فلم نمسح حتى دمعتهم، أو ننصت لهم. مها عبود باعشن