تحدثت في الأسبوع الماضي عن أهمية العمل الذي تقوم به الإذاعات السعودية والأمل باستدامة نشاطها وجهدها الحالي، ومع أهمية العمل الذي تقوم به هذه المحطات، إلا أن هناك حاجة حقيقية لإيجاد وسائل سريعة وعاجلة بديلة للوسائل القديمة. ويبدو أن معظم الأجهزة الحكومية تستطيع تفعيل ما يسمى بإدارات العلاقات العامة فيها إلى إدارات تتلمس في الواقع حاجات المواطنين وتحاول إيجاد حلول لمشكلاتهم، عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي بالإنترنت كالفيسبوك، وغيرها من وسائل التواصل الحالي السريع بين الناس، والتي أصبحت رخيصة وفي متناول اليد. ومثل ذلك ينطبق على الشركات التي تقدم خدمات عامة مثل شركات الهاتف والكهرباء والماء والخدمات البلدية والصحية وغيرها. وحين كنا ندرس العلوم السياسية، كنا نضرب مثلا لطلابنا بنظام (Ombudsman) والذي كان منتشرا في البلدان الاسكندنافية، مثل السويد، وكان فاعلا في تواصل المواطن بالجهات الحكومية المسؤولة عن خدمته. وهو في بعض البلدان مربوط بالهيئة التشريعية، وفي بلدان أخرى بالهيئة التنفيذية. وحين عدت لأبحث هذا الموضوع مجددا، فوجئت بالعدد الكبير من الدول التي أصبحت تتبنى مثل هذا التنظيم. وهناك حوالى ست وخمسين دولة ومنظمة إقليمية تتبنى حالياً مثل هذا النظام، ومنها دول إسلامية مثل باكستان التي تسميه «نظام المحتسب»، أو الحسبة. وتشير بعض المقالات إلى أن القانون الذي وضعه الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، في نظام «قاضي القضاة» يعد من الأمثلة الأولى في هذا المجال. علما أن كلا من الحضارات الرومانية والصينية والكورية وغيرها قد عرفت مثل هذا النظام. وفي الوقت الحاضر، تقوم الحكومة الكندية على المستوى الفدرالي، وكذلك على مستوى الحكومات المحلية في الأقاليم والمقاطعات إلى تبني مثل هذا النظام. بل إن وزارة الخارجية الكندية قد كرست رقم هاتف ساخنا يمكن بموجبه لأي مواطن كندي يعاني من أية مشكلة في أي مكان من العالم، وعلى مدار الساعة، ليلا أو نهارا، بالاتصال بهذا الخط وطلب المساعدة. لهذا، فإن من واجب الأجهزة الحكومية السعودية وفي دول الخليج العربية الأخرى أن تأخذ بمثل هذا التنظيم لتصبح قريبة جدا من مواطنيها ومن تلمس المصاعب التي قد تعوق حياتهم، ومن ثم إيجاد حلول ناجعة لمثل هذه المشكلات. وعلى مجالس الشورى وغيرها من المجالس الوطنية وضع جهاز خاص وفاعل معروف لدى العامة والخاصة، وأرقام هاتفية، يمكن عن طريقها أن يتصل أي مواطن بهذا المجلس، أو بأحد من أعضائه لطلب العون لحل المشكلات التي قد تعترضه في تعامله مع الأجهزة والإدارات المحلية، والله من وراء القصد. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 119 مسافة ثم الرسالة