ينتظر أن يصدر الطب الشرعي اليوم تقريره النهائي بشأن جثة الطفل المقتول أحمد والتي جرى التحفظ عليها في ثلاجة مستشفى الملك فيصل عقب انتشالها من العمارة المهجورة يوم الأربعاء الماضي. وكشفت مصادر مطلعة أن الكشف الأولي تضمن وجود كدمات قوية في منطقة الرأس وتعفن في بعض مواقع الجسد، يأتي هذا في الوقت تواصل فيه هيئة التحقيق والادعاء العام تحقيقاتها مع أطراف القضية قبل إحالتهم للقضاء، فيما لا تزال القاتلة وخادمتها الآسيوية قابعتان خلف القضبان في سجن النساء في السجن العام في الطائف. وكشفت ل«عكاظ» مصادر أن جهات التحقيق استدعت جارة القاتلة (مقيمة عربية) تقيم معها في ذات العمارة وذلك لمعرفة تفاصيل زيارة القاتلة لها (للتمويه) بعد تنفيذ جريمتها، وبحسب ذات المصادر أن الجارة والتي تقيم معها في ذات العمارة أفادت أنها لا تعلم شيئا عن الحادثة، وأنها زيارة اعتيادية ولم تلاحظ على القاتلة تصرفات غريبة ولا مريبة في تلك الزيارة التي أعقبت الحادثة، مبينة أنها تلقت اتصالا من الخادمة أثناء تواجدها لديها وتعالت حينها صيحاتها وأخبرتني أن الطفل (أحمد) مفقود وخرجت على الفور.
الجيران ل «عكاظ»: القاتلة لا تزورنا ولم نعلم بالجريمة إلا من رجال الأمن تغطية: عناد العتيبي، ماجد النفيعي الطائف كشف ل «عكاظ» عدد من جيران (القاتلة) تفاصيل اليوم الأخير في جريمة مقتل الطفل أحمد في شقة والده المجاورة ل 15 شقة في ذات العمارة، وقال جار القاتلة فؤاد عمر صادق (سوري الجنسية) «أسكن في شقتي أكثر من عامين ولم ألاحظ أي شيء غريب طيلة هذه الفترة، وفي يوم الثلاثاء الذي بدأت فيه قصة اختفاء أحمد فوجئت في الصباح الباكر بسيدة سعودية تطرق الباب فناديت على زوجتي لاستقبالها وخرجت لقضاء بعض الأغراض من البقالة، ولكن حين عودتي وجدتها تصرخ من على سلم الدرج وتنادي بصوت عال (أحمد ضائع)، وذهبت على الفور لشقتي وسألت زوجتي والتي أخبرتني أن السيدة هي جارتنا زوجة الغامدي وأنها جاءت لزيارتها للمرة الأولى، وتلقت اتصالا أثناء تواجدها في الشقة من قبل الخادمة تخبرها فيه بأن (أحمد) غير موجود وخرجت على الفور قبل أن أقابلها»، موضحا أنه صعق وأفراد أسرته بما حدث للطفل، وإن لم يكن يتوقع أن يحدث ذلك في عمارة يسكن فيها. من جانبه قال عبدالله محمد والذي يسكن في ذات العمارة منذ 13عاما «رغم أنني من السكان القدامى في هذه العمارة، إلا أنني غير متواصل مع عائلة الطفل أحمد وهم قليلو الزيارات على حد علمي، ولكنني في ذات اليوم وجدت ذات السيدة جالسة على مدخل العمارة وتطلب مني المساعدة عندما كنت عائدا من العمل، وحينها سألتها من هي وماذا تريد فقالت: «أنا زوجة جاركم الغامدي وولدنا الصغير أحمد مفقود، وبدوري ومن باب الجيرة بادرت بالبحث عن الطفل وشكلت فريق بحث من بعض شباب الحي والطلاب والذين تصادف خروجهم من المدرسة للبحث عن الطفل ولكننا لم نجده»، موضحا أنه لم يصدق ما حدث للطفل عند سماع قصة القتل، راجيا المولى أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته. أما الجار الآخر لشقة الغامدي ويدعى رجاء كمال (باكستاني الجنسية) ويعمل مهندسا فقال «لم أعلم بالحادثة إلا بوجود رجال الأمن خلال اليومين الماضيين، مبينا أن طفله الصغير بدا خائفا عندما سمع بالقصة، وبات لا يخرج من الشقة نهائيا خشية تعرضه للاختطاف على حد قوله».
وعد فهد الغامدي (والد أحمد) كافة من سمع بحادثة مقتل ولده، أنه لن يهدأ له بال ولن يرتاح حتى يأخذ حق أحمد بالكامل، وقال عبر «عكاظ» أعد الجميع بأن حق أحمد لن يضيع وأنه سينال بالشرع كل حقوقه وحق أحمد قبل ذلك، مبينا أنه وعد كافة المعزين بذلك، مضيفا أن جريمة بهذا الشكل لن تمر مهما كان، بل ستنال القاتلة وغيرها الجزاء الشرعي، ولن يتنازل عن حقوقه مهما كلف الثمن، وقدم الغامدي شكره للجهات الأمنية على متابعتها واكتشاف مرتكب الجريمة، مقدما شكره بشكل خاص للعقيد خالد النفيعي والنقيب بندر الخرمي على وقفتهما الأخوية قبل الأمنية خلال أزمته هذه، مبينا أنهما كان قريبين منه طيلة فترة الجريمة وبعدها.
كشفت مصادر خاصة ل«عكاظ» أن القاتلة تبلغ من العمر (39) عاما وحاصلة على شهادة الثانوية العامة ودبلوم حاسب آلي قبل زواجها الأخير من والد الطفل أحمد، وأوضحت المصادر أن القاتلة لديها طفلة من زوجها السابق تركته مع طليقها، وذلك قبل أن تتزوج من والد أحمد قبل عدة سنوات ولها منه (روز، ثامر) واللذان يعتبران أخوان غير أشقاء للطفلين (أحمد، ريتاج)، وبذلك تكون القاتلة قد تركت خلفها طفلتين وولد لا يعلمون حتى اللحظة أين وكيف ولماذا اختفت والدتهم الأربعينية.
مقتل أحمد على يد زوجة أبيه تستحوذ على خطبة الجمعة أئمة المساجد: حماية الأبناء بعلاج الخلافات الأسرية وإعادتهم لأمهاتهم «عكاظ» الطائف استحوذت جريمة قتل أحمد على يد زوجة أبيه على خطبة الجمعة أمس في مساجد الطائف، وحذر الخطباء من خطورة الخلافات الزوجية على نسف كيان الأسر وشتاتها، كما حذروا من خطورة حرمان الأمهات من أبنائهن وتوكيل الضرة وزوجة الأب لتتولى تربيتهم بدلا من الأمهات. واستعرض الخطباء مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم بعد الطلاق، مشيرين إلى أنهم مسؤولون عن ما يحدث لأبنائهم، حتى وإن برروا ذلك بأن زوجاتهم كن يظهرن الطيبة لهم، وقالوا «تقع تحت مسؤولية الرعاية الواجبة للابن على الأب، بعد أن حرم أبناءه من أمهم، وغفل عما يحدث لهم، بعد أن اقتنعن بما تدعيه زوجته من قصص تخالف الحقيقة وسط إهماله، وعدم فطنته لما يحدث من وراء ظهره لأبنائه. وطالب الخطباء في استعراضهم للمشكلات الزوجية، الجهات ذات العلاقة بالتركيز على القضايا الأسرية وتعجيل إيجاد الحلول لها أو بترها بشكل يضمن كيان الأسرة دون أن يتعرض أحد أفرادها لما حصل لأحمد. وشدد الخطباء على ضرورة معالجة المجتمع مما يعانيه بعض أفرادها من حرمان للزوجات المطلقات من أبنائهن بعد الطلاق، وإجبار نساء أخريات على تربية أبناء الزوج ودفعهن للإضرار بهم بعد حرمان الأم الأصلية من أبنائها. وأكدوا ضرورة أخذ العظة والعبرة، ومراقبة ما يدور في خفايا البيوت وعدم الانصياع لما يقال فقط، وعدم تحميل زوجات الآباء ما لا يطقن من تربية أبناء أمهات أخريات، مؤكدين أن زوج الأب مسؤول أمام الله عن ما يحدث لأبنائه.
«ريتاج» تسأل عن القاتلة: أين أمي .. ومتى سيعود أحمد ؟! تغطية: عناد العتيبي، ماجد النفيعي الطائف ببراءة الصغار لا تزال الطفلة ريتاج (7 سنوات) شقيقة أحمد التي تربت منذ صغرها على يد القاتلة تسأل عنها بشكل مستمر «أين أمي؟»، دون علم لها بتفاصيل الحادثة، في وقت لا تزال ذات الطفلة تنتظر عودة شقيقها الذي لم تعتد على تركه في الفترة الماضية. وقال ل«عكاظ» والد (أحمد) «يحزنني عندما تسأل ريتاج عن شقيقها بشكل مستمر، ومتى سيعود وهي لا تعلم أنه لن يعود أبدا»، ويضيف، ويتقطع قلبي عندما تسأل ببراءتها المعهودة أين أمي (تقصد القاتلة) كونها من تولت تربيتها، وأنا لا أملك أمام ذلك سوى تقديم الأعذار المختلفة لها لحين مرور الأزمة، وهذا ما دفعنا لإرسالها إلى الباحة عند أهلي لإبعادها عن المصيبة التي حلت بي، في وقت لا تزال الطفلة (روز) ذات العامين والطفل (ثامر) والذي لم يكمل شهره الثالث بعد في وضع صعب كونهما فقدا والدتهما في غمضة عين.