أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بالتأدب مع الله لاسيما وقت الصلاة، وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس: «مذ كان الأدب في الناس والناس يكسون به فعالهم وكلامهم عند مخاطبة العظماء وملاقاتهم، وخير الناس خلقا أحسنهم أدبا، ودين الإسلام يعلمنا في الصلاة التي هي عمود الدين وأشرف العبادات لله رب العالمين أن نتوسل إلى الله بأجمل التحايا، وأن تلهج ألسنتنا بأطيب العبارات وأزكى الكلمات»،وأضاف «من أكرم من الله، ومن أعظم من الله، وتأمل كيف تتحرك جميع أعضاء المصلي وجوارحه في الصلاة عبودية لله، خشوعا وخضوعا، فإذا أكمل المصلي هذه العبادة وقبل أن يسلم انتهت حركاته وختمها بالجلوس بين يدي ربه تعالى، جلوس تذلل وانكسار وخضوع لعظمته عز وجل كما يجلس العبد الذليل بين يدي سيده، وجلوس الصلاة أخشع ما يكون من الجلوس وأعظمه خضوعا وتذللا، وأذن للعبد في هذه الحال بالثناء على الله تبارك وتعالى بأبلغ أنواع الثناء وهو التحيات لله والصلوات والطيبات». وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام «من عادة الناس إذا دخلوا على ملوكهم أن يحيوهم بما يليق بهم تعظيما لهم وثناء عليهم والله أحق بالتعظيم والثناء من كل أحد من خلقه، وفي التشهد يجمع العبد أنواع الثناء على الله عز وجل وأجمل عبارات الأدب والتحية، والتحيات جمع تحية، والتحية هي التعظيم، فكل نوع من أنواع التحيات الطيبة فهو لله، والتحيات على سبيل العموم والكمال والإطلاق لا تكون إلا لله عز وجل، وهو سبحانه أهل للتعظيم المطلق، فالعظمة والملك لله والصلوات لله وهو شامل لكل ما يطلق عليه صلاة لغة أو شرعا من الدعاء والتضرع والرحمة، فالصلوات كلها لله لا لأحد سواه، والدعاء أيضا حق لله عز وجل، فكل الصلوات والأدعية لله». وفي المدينةالمنورة، دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي الآباء والأمهات والمعلمين والمجتمع إلى اختيار القدوة الحسنة للناشئة والصغار من الذكور والإناث التي تستمر معهم طوال حياتهم، وقال: «الشباب قوة الأمة وثروتها الحقيقية وعلى كل فرد من المجتمع أن يوفر لهم القدوة الحسنة في المرحلة الأولى من العمر بالأخص لأنهم كالفروخ في أوكارها التي تنتظر من يجلب لها أكلها وشربها». وأضاف «وليتق الله المجتمع وكل مسؤول في الناشئة من الصغار، ويبعدوهم عن كل شر في وقت انتشرت فيه الفضائيات وتيسرت غرف الإنترنت بخيرها وشرها، ويا أيها المسلمون وجهوا شباب الأمة إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم واستثمروا أوقاتهم بالعمل النافع، وعلموهم الانتفاع بالمصنوعات ليأخذوا النافع ويتركوا الضار ويكون لديهم مناعة وتمييز بين الخير والشر، وعلى كل مسلم العمل بالأسباب والتوفيق بهداية رب الأرض والسماوات»، وزاد «القدوة الحسنة تهدي الشباب إلى الصراط المستقيم في عقيدتهم وأخلاقهم وسلوكهم وآمالهم، والإنسان في جميع مراحل عمره بحاجة إلى القدوة الحسنة، ومن رحمة الله بالبشر أن أرسل إليهم الرسل قدوة للخلق يأمرونهم بالتوحيد وبكل خلق كريم، ويرشدونهم إلى كل ما يصلحهم ويحذرونهم من الشرك ومن كل شر وفساد وينذرونهم النار، فرسول كل أمة قدوة لهم في كل شيء وأفضل كل أمة أصحاب ذلك الرسول؛ لأنهم شاهدوه وعاصروه وكمل فيهم الاقتداء، وقد ختم الله الرسل رضوان الله عليهم بسيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وجمع فيه الفضائل كلها، وحباه بالمكارم كلها، ونسخت شريعته الشرائع التي قبله، فهو وارث الأنبياء والمقتدي بهم المبعوث بملة أبينا إبراهيم، وقد جعل الله محمدا صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة وسيدا لولد آدم ولأمة الإسلام ولكل أحد يريد أن يدخل في ديانته، وخاطب المسلم قائلا: «جاهد نفسك بتطبيق الاقتداء بالنبي، واعرض أمورك على سنته وابذل الوسع والطاقة وتعلم سيرته المباركة لاتباع طريقته وتمسك بما كان عليه الصحابة فمن خالفهم فقد خسر وضل سواء السبيل، وسنة رسول الله لا تخفى على من طلبها وحرص عليها فقد حفظ الله القرآن والسنة».