أكد ل«عكاظ» حسن الأزيبي عضو هيئة التدريس في المعهد العلمي في جدة أن الصحابة لم يحرصوا على تتبع ما يخرج من المريض، وإنما المداومة على القراءة هو نهجهم. وقال: «لم أقف على حالات يخرج منها هذه الأمور»، محذرا الوقت ذاته من رقاة يحكمون في أمور غيبية، كتشخيصهم لمن به عارض نفسي، أو وضع مادي مترد، أنه مصاب بالشياطين، ما يجعل صاحب الحالة مصابا بوساوس، تنتج عنها أمراض تفوق مصابه. وأكد أن الأطباء رغم امتلاكهم آلات ومختبرات حديثة، والتحاقهم بجامعات عريقة، لسنوات طويلة، وحصولهم على أعلى الشهادات، يشخصون الحالة أحيانا خاطئا، مستغربا رقاة يشخصون المرض، ويؤكدون الإصابة بل ونوعها. مشيرا إلى أن هذا الباب يحوي مزالق كبيرة، وعلى الرقاة تلاوة الآيات على المريض، كما كان عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، وترك الباقي على الله، مؤكدا بأن في اتباع السنة حفاظا على الأموال والأعراض. وحذر ما انتشر من تعلق الناس بالقراء على حساب التعلق بالله، مناديا أن يكون الشخص قارئا لنفسه، متمنيا عدم التوسع في هذه المسألة، وألا يتخذ البعض القراءة مهنة. مؤكدا مشابهة الرقاة أحيانا للسحرة في إطلاقهم أحكام غيبية على المريض. وأشار إلى أن السحر يقع حقيقة، وله تأثير مرتبط بإرادة الله، لكن السلف لم يحرصوا البحث في هذه الموضوعات سوى قيامهم بالقراءة. واستشهد على تأثير السحر بقول الله تعالى: (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه). وخلص بقصة للنبي صلى الله عليه وسلم بعدما سحره رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال: أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر «ما وجع الرجل» فقال: «مطبوب» قال: «من طبه» قال: «لبيد بن الأعصم» قال: «في أي شيء» قال: في مشط ومشاطة، قال: «وأين هو» قال في بئر ذروان فخرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال: «يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين»، قلت: «يا رسول الله أفلا استخرجته»، قال: «قد عافاني الله، فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا، فأمر بها فدفنت».