انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية الأجهزة التي تعمل بشاشات اللمس، سواء كانت هواتف ذكية، أو حاسبات لوحية، وفي التطور الأخير ظهرت حاسبات شخصية مكتبية تعمل عن طريق اللمس إلا أن نوعية الشاشات وطرق عملها وتصنيعها يجعل من المستحيل عمليا في الوقت الراهن تصميم شاشة بمقاسات كبيرة تعمل باللمس، وتعطي الفرصة لأكثر من فرد للتعامل معها في نفس الوقت، نظرا للتكاليف الباهظة لهذه الشاشات. الطالب بجامعة أم القرى وسام حاتم اخترع جهازا لأجهزة الحاسب الآلي تتمثل في (سطح تفاعلي باللمس)، يقدم فيه مشروعا ونموذجا، حيث قام بتصميم وحدة تحتوي على سطح يعمل كشاشة عرض وفي ذات الوقت يتفاعل عن طريق اللمس. وسام أوضح أن الوحدة تتكون من شاشة العرض التي تحتوي على لوح شفاف من الزجاج أو (البليكس جلاس) تم تغطيته بشريحة رقيقة نصف شفافة لتعمل كشاشة، وهناك جهاز العرض وكاميرا إنترنت لالتقاط ما يحدث على السطح الشفاف ونقله إلى الكمبيوتر، إضافة إلى أحد برامج تتبع الحركة ليقوم البرنامج برصد التغيرات التي تحدث الشاشة الخاصة أولا بأول وإرسال إحداثيات هذه التغيرات إلى البرامج الأخرى، كما أن هناك مرآة وظيفتها القيام بقلب الصورة الخاصة بجهاز العرض، حتى يراها من يتعامل مع الوحدة بصورة صحيحة على اللوح الشاشة، وهناك أيضا مصدر للأشعة يعمل على تكوين مصفوفة من الأشعة دون الحمراء على السطح التفاعلي الخاص ونتيجة لوجود المصفوفة من خيوط الأشعة دون الحمراء تغطي السطح الخاص وبزاوية خاصة لاتسمح بهذه الأشعة في الحالة العادية بالوصول إلى الكاميرا، فإنها عند لمس السطح باليد أو أحد الأصابع يحدث انعكاس لهذه الأشعة باتجاه الكاميرا المعدلة لتقوم بالتقاط مكان الانعكاس على السطح وهنا يقوم برنامج تتبع الحركة بتسجيل أماكن الانعكاس أولا بأول وإرسالها إلى البرامج الأخرى لتتفاعل مع أماكن اللمس على السطح. وحول الصعوبات التي واجهته أثناء تنفيذ المشروع يقول حاتم إنها تتمثل في اللوح التفاعلي لتمتعه بخاصية الصلابة الكافية لإبقائه مستقيما تحت ضغطات الأصابع واليدين، واجهتنا في الكاميرا عدة نقاط لتحويلها إلى كاميرا تلتقط الأشعة دون الحمراء فقط دون باقي الطيف عوضا عن استخدام كاميرا باهظة الثمن. وأثناء التركيب قمنا بتجربة عدة طرق لترتيب المكونات داخل الوحدة وذلك لضمان النتيجة النهائية، والطريقة الحالية لترتيب المكونات لجأنا إليها للتغلب على مشكلة التداخل الذي يحدث نتيجة لإصدار جهاز العرض لموجات من الأشعة دون الحمراء. وأشار وسام إلى أنه يمكن استخدام الجهاز في النواحي التعليمية، فلنا أن نتخيل مجموعة من الطلبة يدرسون مشروعا ما ويطرحون أفكارهم مصورة في نفس الوقت على طاولة تفاعلية تتيح لهم أكبر قدر من المرونة في التفكير واستنباط الحلول، وفي النواحي التجارية يمكن استغلال الطريقة في النواحي الإعلانية كجدران تفاعلية في مداخل الشركات والمباني التجارية والمولات تتيح للجميع الاستعلام عن السلع والشركات المتواجدة في المكان وخلافه، وذلك دون الحاجة لأن يكون الفرد لديه الخبرة المسبقة للتعامل مع جهاز الكمبيوتر فقط سيلمس ما يريد من أيقونات وصور للحصول على كل المعلومات التي يريد. ويضيف وسام حاتم أنه يمكن أيضا الاستفادة منه في النواحي الترفيهية بإنشاء طاولات تفاعلية لبعض ألعاب الحاسوب الجماعية، مما يعطي قدرا أكبر من التفاعل مع الآخرين واللعبة في نفس الوقت.