قادت عمليات البحث والتحري في انتحار الفتاة أمريكية في المدينةالمنورة، إلى الكشف عن تجاوزات في المديرية العامة للمياه؛ تمثلت في تمديد أنابيب للمياه مباشرة إلى خزان البناية التي شهدت حادثة الانتحار دون مرورها من (العداد)، وبالتالي لا تحسب تكلفة كميات المياه المستهلكة، فتبين في ما بعد أن البناية تعود ملكيتها لمدير عام المشاريع في المديرية. وفي التفاصيل، أن أسرة الفتاة المنتحرة تسكن في الطابق الرابع من هذه البناية، وبعد تعدد الزيارات من الجهات المعنية بالحادثة، تبين أن المستأجرين معفون من سداد فواتير المياه، ولم يشهدوا يوما أن انقطعت فيه المياه عن شققهم، رغم الواقع الذي تعيشه معظم أحياء المدينة من انقطاعات متكررة، ليتضح في ما بعد أن خزان البناية تصب فيه ثلاثة أنابيب، مياه اثنين منها تصب مباشرة، دون (العداد) في مجرى خفي من تحت الرصيف. واجهت «عكاظ» مدير المشاريع وسألته عن مشروعية هذه التمديدات، فنفى ذلك في بداية الأمر، بحجة أن بعضها أنابيب قديمة، وبعد الكشف عن حصول الصحيفة لصور للأنابيب وهي تدفع بالمياه إلى الخزان، حتى امتلأ إلى فوهته، فقال «بالله، رجاء يا أخ محمد لا تنشر». في المقابل، أوضح ل«عكاظ» مدير عام المياه في منطقة المدينة المهندس صالح جبلاوي أن شبكة المياه تتعرض للتعدي من بعض المخالفين، في التمديد غير النظامي بطرق متعددة، وهذه مسؤولية إدارة الشبكات في المديرية، فأي تعدٍ على الشبكة يجري التعامل معه وفق لائحة المخالفات، وتطبيق أنظمتها بحق المخالف أيا كان. وأشار جبلاوي إلى أن منزل مدير المشاريع قد يكون من الحالات التي لم تضبط من قبل إدارة المراقبة، لأنه لو سبق ضبطها لجرى فصل التمديدات غير النظامية، ووجه في الحال بتحرك فرقة من الإدارة لرصد التجاوزات.