حضرت جانبا من المعركة التي شغلت السعوديين في الأسبوع الماضي، عندما اتهم الطبيب النفسي طارق الحبيب أهل المنطقتين الجنوبية والشمالية من المملكة أن انتماءهم لدول أخرى غير المملكة؟!! (لا أدري ماذا سيقول عن أهل الغربية والشرقية؟!). كان من الطبيعي أن ينبري كاتب من المنطقة الجنوبية هو الدكتور علي الموسى وكاتب من الشمال هو الزميل صالح الشيحي للرد على الحبيب وإسكاته، وأهل الجنوب والشمال لا يحتاجون شهادة من أحد فقد سطروا بدمائهم شهادات الولاء لهذا الوطن في الحروب التي خاضتها بلادنا وآخرها الحرب ضد الحوثيين وكل من يعرفهم يعرف كرمهم وشجاعتهم التي يذودون بها عن الوطن، بينما ينام طارق الحبيب قرير العين في بيته. حقيقة، أن الحبيب قد أخطأ خطأ فادحا فيما قال، واعتذاره بعد ذلك لم يكن اعتذارا في الحقيقة فكل ما قاله إن الناس قد فهموا كلامه خطأ، وهذا ليس بتراجع ولا اعتذار وإنما اتهام للناس في قدرتهم على فهم «الدرر الحبيبية وألحان الحكمة اللدنية» التي يصدح بها. لو قبلنا كلام الحبيب وصدقنا أنه لم يقصد الإساءة، فكيف نفهم كلامه؟ يمكن الاستعانة بأستاذ أساتذة طارق الحبيب، سيغموند فرويد الذي قال إن زلات القلم أو اللسان وأخطاء الكتابة والأفعال الخاطئة والعارضة التي تنسب خطأ إلى الصدفة وعدم الانتباه هي في رأي التحليل النفسي ظواهر ذات معنى يمكن تبينه باتباع قاعدة التداعي الحر الطليق والظروف والسوابق المسؤولة عن إحداثها. ونحن نعرف هذا الأسباب جيدا، ففي مجتمعنا يوجد أناس عنصريون مناطقيون لا يعرفون سوى الولاء للبلدة التي جاؤوا منها أو القبيلة التي ينتمون إليها، وهؤلاء الأشخاص على قلتهم هم آفات ضارة تأكل ما زرعه الآباء المؤسسون لهذا الوطن وهم سوس ينخر في كياننا ويهدد لحمتنا الوطنية باستفزازهم الشنيع لمشاعر الجماهير ولسعيهم الدائم لحصر بركة ومنافع الوطن لفئة صغيرة دون بقية فئات المجتمع. ولأنهم فعلا يعتقدون بالمواطنة ذات الدرجات بحيث أعطوا أنفسهم درجات عليا، ووزعوا على بقية أبناء وطنهم درجات منحطة ملؤها التخوين والشك وهؤلاء لا يمثلون المنطقة الوسطى ولم يخولهم أحد أن يتكلموا باسم الوطن، فهم لا يمثلون سوى أنفسهم فقط. هذه الاستفزازات التي تتكرر بين الحين والآخر لا يكفي أن نشجبها بالكلام، وإنما يجب أن تكون هناك لوائح وقوانين وعقوبات تضع الحق في نصابه وتحاكم الممارسات العنصرية وتعاقب من تصدر منه عقوبة رادعة تؤدبه وتوقفه عند حده. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة