تكشف محلات أبو ريالين عن أسلوب جديد من الكسب ضمن ستار المخالفة المبطن، فهذه المحلات بدأت تنتشر من حي إلى آخر بمسماها الجديد «محلات الكماليات» التي تعرض كل ألوان البضائع التي تجمعها صفتان رئيسيتان هما الأسعار الرخيصة و«الرداءة». ورغم التساؤلات حول طبيعة المراقبة على هذه المحلات التجارية، قد لا يعلم الكثيرون طبيعة عمل هذه المحلات ومصدر بضائعها وعلاقتها بالجودة والمواصفات، إذ بحسب أصحاب هذه المحال أنفسهم، فإن البضاعة التي يستوردونها تحتسب بالوزن وليس بالنوعية خفايا وأسرار «عكاظ» تكشف أسرار وخفايا تجارة «كل شيء بريالين» والتي تجري الآن تحت اسم «الكماليات»، حيث جالت على محلات متفرقة في أحياء مختلفة قاصدة هذه المحلات للوقوف على البضائع المعروضة، فاكتشفت أن محلا في شمال الرياض، يعرض معظم البضائع صينية الصنع وبأسعار جاذبة ولكن نوعيتها رديئة، إذ كشف خالد القحطاني أنه اشترى أواني منزلية ولكن بعضها تعرض للصدأ بعد فترة قصيرة. وأضاف: «لكننا تعلمنا الدرس وبدأنا تجنبها ونحن الآن بصدد شراء بعض الدفاتر المدرسية لأبنائنا رغم أنها خارج قانون الجودة لأن الطفل يعبث بالدفتر وهو في الأخير له صلاحية معينة». وتابع قائلا: بدأنا نركز على أمور بسيطة نجد أن أسعارها مضاعفة في المحلات أو المكتبات الأخرى كالأقلام. أما علي العتيبي فقال إنه يقصد محلات أبو ريالين لأنه يجد أشياء لا يجدها في المحلات الأخرى، خصوصا بضائع الزينة وهي جميلة لكنه لا يعلم ما?إذا كانت جيدة الصنع أم لا، ولكنه قال إنه لا يغامر ويشتري أدوات كهربائية لأنه لا يثق بجودتها مطلقا. وفي أحد المحال في حي القدس شرقي الرياض قال أبو أحمد إن هناك اختلافا بين بضاعة وأخرى فالبضائع التي تعرضها هذه المحلات بعضها رديء جدا وبعضها الآخر لا بأس به، وأنا أبحث عن هذا «اللا بأس به» لأن الأسعار في الخارج نار وأحاول أن أوفق بين دخلي ومتطلباتي وفي الحقيقة أجد صعوبة في ذلك، لكن ما أحب التأكيد عليه أن حتى محلات أبو ريالين رفعت أسعارها بواقع عشرين إلى ثلاثين في المائة. وخلال جولتي في أكثر من منطقة في الرياض وكذلك في عدد من مناطق المملكة أستطيع أن ألخص محصلة الجولة بالآتي: لاتسأل عن الجودة العملاء رغم معرفتهم التامة برداءة البضائع إلا أنهم يقصدون هذه المحال ويشترون منها وكأنهم مدمنون عليها، والبضائع التي يشترونها هي الدفاتر والأقلام والزينة وأدوات التنظيف وسوائلها والكماليات، في حين يتجنبون شراء الأدوات الكهربائية، البضائع غريبة الشكل والزجاج وبعض الأواني المنزلية، الماكياج، الألعاب الكهربائية والصور. وإزاء هذه المعطيات كان لا بد لنا من التوجه إلى أصحاب هذه المحلات لمعرفة بعض أسرار هذه المهنة، فالتقيت أحدهم الذي اشترط عدم ذكر اسمه فبادر في أول الحديث إلى القول: «لا تسأليني عن الجودة أو السعر»، فقلت: هذا يجب أن يكون هو منطلق حديثنا وبعد إلحاح قال: أحمد (ليس اسمه الحقيقي) في الواقع الأمور بدأت تزداد سوءا بالنسبة إلى هذه المحلات، ففي السابق كنا نبيع بشكل أسرع وبسعر جيد نسبيا لكن الآن تغير الوضع وبدأت الأمور تنحصر في بضائع معينة ومواسم محددة مع منافسة شرسة. وأضاف: «الحقيقة التي لا يعلمها الكثيرون هي أننا نشتري البضاعة بالوزن لا بالكمية، فنأخذ مثلا السعر بالوزن ونعمل بعد ذلك إلى تفريغ البضاعة وتغليفها ومن ثم نبيعها متفرقة، فإذا كان مثلا الخمسون كيلو بمائة ريال لبضاعة محددة فإننا نبيع أجزاء تمثل الربع بهذه المائة ريال، وبالتالي مربحنا يتجاوز الألف في المائة كبضاعة شاملة». وحول جودة المنتج قال إن الجودة تخضع لخيار العميل الذي يجب أن يراعى في استيراده المواصفات السعودية، وللأمانة فهناك كم هائل من المنتجات في الصين والتاجر له الحرية الكاملة في اختيار البضاعة وأقولها بصدق في دولة كالصين هناك الكثير من البضائع الجيدة الصنع وجودتها عالية وثمنها مرتفع ما يعني أن مربحها لن يكون مضمونا، وبالتالي فالتاجر عامة لا ينظر إلى الجودة كمحك، وإنما إلى السعر، ولكن الأمر متروك له لاختيار بضاعته التي تعكس سمعة محله في الأخير.. وحول اكتظاظ محلات أبو ريالين بالمنتجات الصينية ومدى جدوى ذلك قال المسألة متعلقة بطبيعة المنتج الذي يختاره العميل ولذلك لا أنصحه بشراء الأجهزة الكهربائية، لكن يمكنه شراء المستلزمات المدرسية أو أدوات الزينة كالزهور أو الأشجار وخلافها. تجارة مربحة وعن سلبيات هذه التجارة قال: الحقيقة هي تجارة مربحة إذا اخترت الموقع المناسب والبضاعة المناسبة، فهناك محلات كماليات معروفة حاليا ويقصدها الزبائن بشكل كبير، وفي المقابل نجد أن هناك الكثيرين أغلقوا محلاتهم بعدما تكبدوا خسائر كبيرة.. وبعد ذلك التقيت مالكا آخر لمحل أبوريالين، ولكنه قبل الحديث اشترط عدم ذكر اسم المحل أو هويته فقال: للأسف المحلات الآن لا تربح مثل السابق وهي الآن لا تحظى بالقبول كما في السابق، إلا في المواسم حيث نجد الطلاب يشترون الدفاتر والأقلام وأدوات الرسم وغيرها من القرطاسية، وبخلاف ذلك نجد صعوبة في بيع المنتجات لأن الأسعار ارتفعت قليلا عن السابق، حيث بتنا الآن بين سندان الجودة ومطرقة السعر، إضافة إلى أن المنافسة أصبحت أكبر في ظل انتشار الاستيراد.