لم يعد حلما، هاهو الفريق الأهلاوي، المرصعة أقدام نجومه بالكؤوس، المدججة بالبطولات، المطرزة بالفرح، يفتح دولاب الإنجازات في النادي مجددا ليضيف إليه بريقا جديدا، وفرحا طازجا، ونشيدا سيتردد صداه في قلعة الكؤوس، طربا سرمديا ينثر البهجة في القلوب، وينشر الأخضر في أماكن يبس وأصفر عشبها. أجل، لم يعد حلما، بل أصبح الإنجاز حقيقة تضج بدقات قلوب جماهير الأهلي، وأهازيجهم الراقية، إنها أيام للبهجة وحسب، قالها نجوم القلعة في الملعب لجمهورهم: «اخلوا قلوبكم للفرح وافرحوا»! كلنا استسلمنا للدهشة، التي أخذتنا إلى أقصى حدود الإعجاب، ونحن نرى نجوم الأهلي وهم يعزفون لحلن البطولة أمام غريمهم التقليدي الاتحاد، كان ثمة إرادة، وثمة إصرار، وثمة عزيمة، على تحقيق النصر، وإسعاد جمهور راهن كثيرا على هذا الكوكبة من النجوم فلم تخذله، ولم تحرمه فرحة يستحقها، وتستحقه. وعندما امتدت يد الوالد القائد عبدالله بن عبدالعزيز لتسلم قائد الأبطال الكأس الأغلى، استدعت ذاكرة الأهلاويين محطات كثيرة، عقد فيها فرسان القلعة صفقات مع الذهب، تداعت الصور التي يشبه بعضها بعضا، وتشبه كلها فريقا كان ابتعاده عن البطولات الوازنة هو الاستثناء، وهو الحالة التي تثير أكثر من سؤال، وأكثر من حزن. يا أيها الأهلي، الحالم، والراقي، لقد وقفت مساء الجمعة منتصب القامة، أجل منتصب القامة، عالي الهامة، والتقطت ببراعة لحظة الانتصار، لحظة الفرح، لتعيد رسم خريطتنا الكروية، ولتعيد توازنا كدنا أن نفقده في جده، كما فقدناه في الرياض، فمنحت غيرك أملا، ورسالة ملخصها أن العمل الاحترافي الجاد هو مهر البطولات، ومن لا يقدمه فسيبقى في مقاعد المتفرجين يجتر خيباته، واحدة تلو الأخرى. بقي أن أقول للأهلاويين، كل الأهلاويين: كأسكم مباركة، وكل كأس وأنتم بخير، وعساكم من عواده. الهريفي ورسالة ماجد بعد ماجد عبدالله، خرج فهد الهريفي فضائيا، لينثر الملح على جراح النصراويين، وليقلب مواجعهم، فتحدث بمرارة عما يجري في نادي النصر، وبعد أن قدم تفسيرا للرسالة المبطنة التي بعث بها ماجد عبدالله لجمهور النادي من خلال حواره الشهير مع عكاظ، تساءل والحزن يضج في كلماته: كيف يسافر رئيس النادي في إجازة، فيما رؤساء الأندية الأخرى منخرطون في عقد الصفقات، وترتيب أوراق أنديتهم، الفنية والإدارية، استعدادا للموسم القادم؟ لقد علق الهريفي الجرس مبكرا، وترك أكثر من علامة استفهام، فهل ستكرر إدارة النصر أخطاءها؟ [email protected]