تكلمنا سابقا عن الثقة وكيف أنها مفتاح سحري للتفاهم بين الزوجين ولكن لا بد أن نعرف بعض المهلكات لتلك الثقة حتى نتجنبها بعضنا يقع فيها عن قصد والبعض عن غير قصد ولكن النتيجة واحدة هلاك التفاهم الأسري ومن مهلكات الثقة: الكذب والمداراة وعدم المصارحة. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (عليك بالصدق وإن قتلك)، وقال أيضا: (لأن يضعني الصدق وقل ما يفعل أحب إلي من أن يرفعني الكذب وقل ما يفعل) وقال: (قد يبلغ الصادق بصدقه ما لا يبلغه الكاذب باحتياله)، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (أربع من كن فيه فقد ربح: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر). كتمان أمور كل واحد منهما عن الآخر، وعدم التشاور، دخول بعض الوشاة بين الاثنين. تعالوا نطوي الحديث الذي جرى ولا سمع الواشي بذاك ولا درى لقد طال شرح القال والقيل بيننا وماطال ذاك الشرح إلا ليقصرا من اليوم تاريخ المحبة بينن عفا الله عن ذاك العتاب الذي جرى ضعف الالتزام الديني والإيماني قال بعض الصالحين: «إني لأجد أثر معصيتي في خلق دابتي وزوجتي»، وجود بعض التقلب في حياة أحدهما أو حياة الاثنين، الميل لتصديق آخر أكثر من شريك الزوجية، عمل أشياء مشكوك في أمرها من أحدهما أو من الاثنين، عن الحسن بن علي سبط رسول الله وريحانته رضي الله عنه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم (دع ما يريبك إلى ما يريبك) رواه النسائي، إفشاء الأسرار ولنتعلم من أم الخنساء وهي توصي ابنتها فلا تفشي له سرا، ولا تعصي له أمرا، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره، عدم تبادل الاحترام والرضا والتقبل من أشد المهلكات كما قالت الخنساء «وكوني أشد ما تكونين له إعظاما يكن أشد ما يكون لك إكراما، وكوني أكثر ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما يكون لك مرافقة، واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت». والثقة لا تعني الغفلة، ولكنها تعني الاطمئنان الواعي، وأساسه الحب الصادق والاحترام العميق، والصدق ركن أساسي في بناء هذه الثقة. فعلى كل من الطرفين أن يكون موضوعيا عندما يتعامل مع الآخر، وأن يتحمل المسؤولية الكاملة عن تصرفاته، ولا يحاول إلقاء اللوم أو التبعية على الآخر.. وإذا ارتكب أحد الطرفين خطأ فليعترف به، وعلى كل منهما أن يخصص وقتا يوميا للحوار مع شريك حياته. يقول «دافيد وكارول هوكنج» من العوامل التي تخلق تفاهما قويا في الحياة الزوجية الثقة التي هي مفتاح سحري لبناء التفاهم القوي. * مدرب ومستشار أسري [email protected]