لقد ابتلي بعض الناس بهذا المرض الذي ندر علاجه ويمتد أثره السيئ غالبا في النفوس المريضة التي تقوم بدورها بإثارة الرعب والخوف بين عباد الله دون أي مخافة من الملك الديان، ولا يخفى أن الإسلام حث المسلمين على الصدق والطهارة والنقاء وفي الوقت نفسه حارب محاربة شديدة هذا النوع من البشر وهذا الداء الخبيث بكل قوة. الذي أريد قوله أن مثل هذه العادة القبيحة وهي ترويج الإشاعات أدت وتؤدي إلى الآلام والجروح معنويا وجسديا وأخلاقيا كما نسمع ونقرأ بين ححين وآخر. أن المطلوب في هذه الحالة تفنيدها وعدم بثها ومعاقبة مروجيها؛ لأن أقل ما يقال في حقهم أنهم مرضى القلب واللسان والأذن، ينبغي أن يعلم هؤلاء ضعاف النفوس أنهم مسؤولون عن جوارحهم كاللسان والسمع والبصر يقول الله تعالى: ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) سورة الإسراء آية 36. وقوله جل وعلا: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) سورة الحجرات، آية 6. وأكثر هذه الإشاعات تصدر من مجالس النساء «للأسف الشديد» ولا ننسى مجالس الرجال أيضا والكل يكمل بعضه بعضا لأنها تمر حسب سرعتها عبر أسلاك التلفونات والجوالات أحيانا وتخرق جدار بعض الأسر الكريمة وتؤذيهم أيما أذى أحيانا أخرى ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذن الحيطة من الغفلة في أمور ترويج الشائعات لأنها حقيقة تؤدي إلى البلبلة والإفساد وإن قلت إلى القطيعة الأبدية بين الأحباب والأصدقاء والأقارب وتقضي على البيوت والنفوس... نسأل الله العافية والسلامة.