تستضيف جدة الأسبوع المقبل الاجتماع السنوي السادس والثلاثين لمجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية الذي يعد أكبر تجمع اقتصادي إسلامي، يحظى برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وكشف رئيس مجموعة البنك الدكتور أحمد محمد علي عن أهم بنود جدول أعمال الاجتماع الذي تنظمه مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بمدينة جدة على مستوى وزراء المالية في الدول الأعضاء وعددها 56 دولة، وذلك بدءا من الأحد المقبل ولمدة أربعة أيام. وعبر الدكتور أحمد علي عن شكره وتقديره إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدعم الكبير، الذي يحظى به البنك منذ تأسيسه، انطلاقا من حرصه الدائم على دعم كل ما من شأنه تعزيز العمل الإسلامي المشترك، حيث ساندت المملكة فكرة إنشاء البنك الإسلامي للتنمية منذ البداية، وظلت الداعم الأكبر لتطور مسيرته حتى غدا مجموعة من المؤسسات المالية والاقتصادية المتكاملة، فيما بات يعرف بمجموعة البنك الإسلامي للتنمية. وأوضح أن مجموعة البنك حققت العديد من الإنجازات على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول الأعضاء خلال الفترة الماضية، حيث بلغ المجموع التراكمي لتمويلات مجموعة البنك المعتمدة منذ التأسيس وحتى نهاية شهر ذي الحجة 1431ه (ديسمبر2010م) أكثر من 70 مليار دولار أمريكي، خصص 40 في المائة منها لتمويل المشاريع والمساعدات الفنية، عن طريق القروض الحسنة والتمويلات الميسرة، و 58.8 في المائة منها لتمويل التجارة، ونحو 1.2 في المائة، منها على شكل منح وهبات لصالح المجتمعات الإسلامية في الدول غير الأعضاء، للمساهمة في تمويل مشروعاتها التعليمية والصحية، بينما بلغ حجم التمويل السنوي لمجموعة البنك بما فيها تمويلات التجارة الخارجية للعام الماضي 1431ه نحو سبعة مليارات دولار أمريكي، لصالح 363 عملية. وقدم صندوق وقف البنك، مساعدات لهذه المجتمعات تتجاوز 278 مليون دولار أمريكي، للمساهمة في تمويل 909 عمليات ومشروعا إنمائيا في قطاعي التعليم والصحة، لصالح 68 مجتمعا مسلما في الدول غير الأعضاء، أكثر من 440 مليون دولار أمريكي، في شكل منح ومعونات عاجلة، لإغاثة المنكوبين في الدول الأعضاء التي تعرضت لكوارث طبيعية، مثل الزلازل والفيضانات، أو الجفاف. وسبق أن قرر البنك تخصيص مبلغ 500 مليون دولار أمريكي للمساهمة في عمليات الإغاثة وإعادة البناء عقب كارثة الزلزال والمد البحري (تسونامي)، الذي تضررت منه العديد من الدول، ولاسيما إندونيسيا والمالديف والصومال وتايلاند والهند وسيريلانكا. ويواصل البنك تنفيذ برنامج كفالة الأيتام من ضحايا هذه الكارثة في إندونيسيا، وقد بلغ عدد الأطفال الأيتام المستفيدين من هذا البرنامج أكثر من 10300 يتيم، تتم كفالتهم حتى بلوغ سن الرشد (18سنة من العمر). وسيشهد الاجتماع مشاركة وزراء المالية والاقتصاد والتخطيط في الدول الأعضاء بالبنك البالغ عددها 56 دولة، ونحو ألف مشارك يمثلون مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية، إلى جانب ممثلي البنوك الإسلامية والمؤسسات الوطنية للتمويل التنموي واتحادات المقاولين والاستشاريين من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. ويعقد البنك الثلاثاء المقبل في جدة ورشة عمل للتعرف على الأسر المنتجة في فلسطين، كنموذج حيوي، يكافح البطالة، ويعد الشباب للعمل. تهدف الورشة إلى عرض وتقديم نماذج للابتكار والإبداع في مجال التمكين الاقتصادي، حتى تستفيد أسر العالم العربي من التجارب. وسيركز البنك الإسلامي عبر ورشته العملية، على إيجاد حلول وأساليب متنوعة لمكافحة الفقر، تمكن الأسر الخروج من الاتكال إلى المعونات الدورية المؤدية إلى اكتساب دخل مستقل ودائم. وسيعرض في الورشة برنامج التمكين الاقتصادي، وذلك للأسر المنتجة كنوع من التجربة المنهجية العملية، إضافة عرض فيلم وثائقي يحوي بعضا من قصص النجاح. وتتخلل البرنامج كلمة للدكتورة ماجدة المصري وزيرة الشؤون الاجتماعية في السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسة مجلس أمناء البرنامج، كما سيعرض فيه آفاق الشراكة في مجال التمكين الاقتصادي مع مؤسسات العمل التطوعي، وما هية فرص وتحديات نقل تجربة التمكين الاقتصادي، وسينتهي جدول العمل بتوصيات ونقاش عام. يذكر أن الورشة ستضفي قيمة حقيقية للأسر، حتى ترتقي من الفقر إلى الاكتفاء ثم العطاء فتتمكن اقتصاديا، إضافة التعرف على مدى قابلية استنساخ البرنامج وتطويره ونقله للغير.