كان حارسا مخزن الذخيرة يحتسيان الشاي ويتجاذبان أطراف الحديث عندما سمعا طلقة نارية مزقت سكون الليل. انتفض أحدهما مذعورا وطفق يتلفت حوله ويهذي: أين بندقيتي؟! رشف رفيقه رشفة من كأسه وقال وهو يحك رأسه: أنت لم تكن تحمل بندقية! طلقتان.. ثلاث.. أربع... بدأ أزيز الرصاص يزداد كثافة مصحوبا بصراخ وهتافات، عندئذ ركض الحارس صوب أحد الصناديق المكسوة بالغبار وأخرج منها بندقية وعبأها بالرصاص. صرخ في وجه رفيقه بحنق وذهول: قم.. ساعدني، إنهم يهجمون علينا... سيقتلوننا ابتسم رفيقه بفتور وأكمل ارتشاف الشاي قائلا: اهدأ يا صديقي، لا داعي للسلاح. سنتفاهم معهم نتفاهم معهم! إنهم يقتحمون المخزن. وضع الحارس فوهة بندقيته في ثقب أسفل باب المخزن وأمطرهم بوابل من الرصاص، إلا أن الرصاص كان ينهمر على أجسادهم دون أن يصيبهم بأذى. صرخ الحارس مغتاظا: تبا لك! إنه رصاص قديم نافق. هيا انهض وائتني بأحدث ذخيرة لدينا، ماذا تنتظر؟! قلت لك سنتفاهم معهم. صوب الحارس بندقيته باتجاه رفيقه وأطلق عليه رصاصة فأرداه قتيلا.