يقولون.. «إذا كان الكلام من فضة.. فالسكوت من ذهب»!! وأنا واحدة ممن لا يؤيدون هذه النظرية ولايرحبون بها!! غير أنها قول دارج والبعض يراه حكمة قيمة!! وقد سعوا إلى تلقينه باللغة العربية في دروس الخط والإملاء للشعوب العربية حتى صارت لا تفتح فمها إلا عند طبيب الأسنان أو للتثاؤب!! وفجأة بعد طول معاناة مع (زمن الصمت).. صار الانفجار مدويا!! الصمت البليغ لا يدل بالضرورة على الحكمة التي هي ضالة المؤمن، فقد يكون طرف الفتيل... المتأهب للاشتعال!! وأخطر أنواع الصمت ذلك الذي يتكتم على غليان داخلي يفور!!.. أن تكون عندك رغبة جارفة أن تقول للواقف أمامك كلاما غير الذي تقوله بلسانك!! أن يكون جوفك نارا وتضغط حتى لا يخرج اللهب كمن يقاوم الضغط على الزناد!! والمؤسف يا سادة وسيدات.. أن هذه أحوال معظم الناس في عالم اليوم!! وهم يتحركون ويتنقلون في يومياتهم المستمرة ما بين مقر الوظيفة إلى البيت، إلى الشارع، إلى الأصدقاء وهكذا.. حيث يعمل البعض في أمكنة وظيفية لا يربطهم بها سوى الراتب كل شهر!! يدخلون متأففين ساخطين ويخرجون متلفتين قلقين مهمومين من مجيئهم اليوم التالي قبل أن تشرق له شمس!! يسكنون بيوتا لا تلبي ربع الربع من احتياجاتهم وحيث البيوت المغلقة على أسرارها، اثنان يجتمعان تحت سقف واحد بصك يؤكد صلتهما الزوجية ثم لا يجد أحدهما أو كلاهما في الآخر غير القسوة والتقتير والتجاهل والصدود والإهمال وافتعال الخصومات وتبادل الشحنات على هيئة توصيل الكهرباء من أعصاب مشدودة إلى أعصاب أخرى متوقدة وما هي إلا لحظات ويشب في البيت الحريق! الذي لا دخل فيه للمطافئ ولا لجهود الدفاع المدني!! ويصبح الزوج كلما أقبل على بيته متورما بالنكد مهموما بالوجه الذي سوف يراه ولا يبتسم!! وتصبح الزوجة بندول الساعة في انتطار عودته الميمونة فإذا عاد تتلقفه بما فيها من غضب لا يطيق الصبر».. وهكذا ومساكين الأطفال الذين يصبحون جراء النمو في بيوت نكدية مهزوزة قابلين للانكسار أمام أول ملامسة حنان وأول وعد بالمحبة والعطاء!! أطفال بنيانهم النفسي هش قابل للانهيار!! ثم الشوارع الملتهبة حيث الابتسامات المفقودة ولا تسمع غير أخبار التحرش والتصادم والخطف والاغتصاب والخناق ونفوس تضيق وأخلاق تختنق تصنع جاهزية للعراك المأزوم ولا غالب ولا مغلوب!! ضغوط الحياة وأحيانا فقدان القدرة على التعامل مع المحبطات والمنغصات جعل النفوس «شرانية» لديها استعداد أن تقاتل وتقاتل كي تعيش!! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة