م. محمد الشريف وقف الرئيس معمر القذافي في أحد اجتماعات الجامعة العربية عقب موت الرئيس صدام حسين. كان وقوفه لينتقد على القادة العرب أنهم لم يتحركوا لشنق صدام حسين. ثم قال فيما قاله وقتها «ولكن يمكن للآخرين خارج هذا الاجتماع، أن يسمعوا أحسن من الحاضرين». وفي بداية الثورة الشعبية وهو في غطرتسه كان يردد «أنا لوكنت رئيسا، لكنت لوحت الاستقالة على وجوهكم....». هذه نظرة الحكومات الاستبداية. فهل وعى القذافي ما قاله وقتها للرؤساء؟. ثم تقرب من شعبه واعتصم بحبهم له. ألم يعي أن سقوط صدام حسين كان بسبب تخلي الشعب والجيش عنه. لا لم يع ذلك فكل ماتم بعد ذلك أن تعمقت الفجوة بينه وشعبه. فما كلمته الأخيرة إلا لأنه لا يرى أن الشعب شيء يذكر. أو كما قال في كلامه للشعب الثائر «...من أنتم ...الجرذان..». لكنها النظرة الدونية للشعوب، ونظرة الاستبداد وقهر الشعوب. والوضع نفسه يتكرر مع الأنظمة المستبدة المتشابهة. فما يقوم به الرئيس بشار الأسد وحكومته إلا مثال لذلك. فهو يسخر في إعلامه من الشعب بعد أن قمعه بالآلة العسكرية. رغم أن الأول أمضى في الحكم بعمر الثاني، لكنه فكر تهميش الشعوب وهيمنة الأنا. هل تناسى هؤلاء الزعماء أنهم لم يكونوا رؤساء إلا لوجود شعوب تحت سلطتهم. إن أي مجتمع مهما كان ديمقراطيا، فلا بد أن يقع فيه أخطاء بين الحكومة والشعب.